إن اكتساب ثقة الآخرين هو أمر شديد الصعوبة، ويحتاج وقتًا طويلًا، وبالطبع هو شديد الأهمية. حيث أن أغلب العلاقات الاجتماعية، وعلاقات العمل، والعلاقات العاطفية تعتمد على الثقة بين الطرفين بشكل كبير، وإن خسارتك لثقة أحدهم يعني خسارتك الشخص. وغالبًا ما تكون هذه الخسارات ليست باليسيرة، تحديدًا إن كانت تخص العمل أو حياتك الأسرية.
لذا بعد اكتسابك ثقة الآخرين عليك أن تحافظ على هذه الثقة بكل ما أوتيت من قوة، واحرص أنك تفعل ذلك بالشكل الصحيح. وهنا الآن سوف أخبرك عن القليل من التصرفات التي من شأنها أن تتسبب لك في خسارة ثقة الآخرين، لذا اعمل على تجنبها بأي شكل من الأشكال.
إن من أكثر الأمور التي تجلب المشكلات في مسائل الثقة هي أن تضع ثقتك في شخص في أمرٍ معين، بينما هو لا يفعل لك المثل. والأمر ليس يسيرًا كما تتصور، حيث أن هكذا أمور تجلب تعقيدات ومشكلات كبيرة مستقبلًا. وحيث أن الثقة علاقة تبادلية بين طرفين، احرص على أن تتعامل معها على طبيعتها.
إن معاملة الناس على سجيتك وطبيعتك وبعفوية أمر مهم ولا يعيبه شيء، إلا أن بعض المواقف تتطلب سلوكًا مختلفًا. حيث أن البعض منا يملك طرق خاصة ومختلفة بالتعامل لا تناسب الكثير غيرنا، ومن هنا يمكن للطرف الآخر أن يشعر بعدم الراحة إزاء هكذا تصرفات. لذا لا بأس في أن تعامل الأشخاص الذين تريد أن تكسب ثقتهم كما يحبوا أن يعاملوا، وليس تبعًا لعاداتك الشخصية.
ربما لا داعي لأن أشرح لك ما هي "الابتسامة الصفراء"، حيث أنها أمر شائع بيننا منذ القدم. وعلى الرغم في أن هنالك من يراها طريقة للمجاملة، إلا أن لا أحد يجهلها عندما يراها، مما يسبب مشكلات في الثقة عند الآخرين. حيث أنها تعتبر تصرفًا مريب من صاحبها، وتشعر الطرف الآخر أن هنالك أمرًا سسيئًا خلف هذه الابتسامة بلا شك. وهذا مجرد مثال على تعابير الوجه التي تحمل الفرصة الأكبر للتعبير عن صاحبها واكتساب الثقة بلا أدنى شك.
وبالطبع لا تنسى أن تلتزم بوعودك، وأن تنفذ ما تقول، وأن تحرص على ألّا تستهين بالكلمات. إن من الأمور التي تجعل الآخرين يتوقفون عن الثقة بشخصٍ ما هي ملاحظتهم أن هذا الشخص لا يثبت ما يقوله بالأفعال، بل هو يلجأ للكلام فقط، وعند الفعل لا تجد له وجودًا كما كان يدّعي. وبتراكم هكذا تصرفات، فإنني أضمن لك خسارة ثقة الآخرين كليًا، حيث أن الكلام يعتبر بمثابة الوعد بالنسبة للمتلقي.
وبالطبع فإن الأمر لا يقتصر على النقاط السابقة، بل إن هنالك غيرها، وربما يخطر لك خلال قراءتك الكثير من الأمور الأخرى. ما سبق ذكره هي أكثر الأمور المتعارف عليها، وبالطبع فإن لكل منا تجربته ونظرته الخاصة التي تجعله يعرف ما السلوكيات التي تحافظ على الثقة وما الأخرى التي تتسبب في ضياعها.