كما كنا دائمًا نتعمد تدريب أجسادنا وعضلاتنا لتقويتها، كذلك الأمر بالنسبة للعقل، فكلما دربته كلما خرجت بنتائج أقوى وأفضل. والسؤال الذي يجب السؤال عنه هنا هو "ما هي هذه التمارين أو العادات التي تساعد العقل على التفكير بشكل أسرع وأكثر فعالية؟".
إن ما سأقدمه لك الآن هي نتائج الكثير من الدراسات حول هذا الموضوع بالذات، وقد ثبتت صحتها لأنها كانت تجريبية، والآن يمكنك أنت شخصيًا أن تتأكد من صحتها عن طريق تجربتك لها بكل بساطة. ولكن عليك معرفة أن هذه الخطوات تحتاج لتكرار حتى تتقنها وتعتاد عليها، لأستطيع بعدها أن أضمن لك النتائج.
أولًا: الطعام والتغذية السليمة.
ألم تسمع سابقًا الكثير من الأحاديث حول الشيكولاته الداكنة وتأثيرها على صحة العقل؟ إن تلك ليست بإشاعات، إذ أن عليك حقًا تصديقها. حتى أنها قادرة على جعل الدماغ يعمل بشكل أقرب ما يكون للمثالية لما تحوية من خصائص مميزة. هذا بالإضافة للسعادة التي تنتجها، فإن الشيكولاتة الداكنة حقًا لها القدرة على التأثير على مناطق السعادة في الدماغ وتنشيطها، والتي تنعكس بشكل مباشر على مشاعر الشخص. وإن كنت تتسائل عن السبب، فهو يكمن بهرمون الدوبامين الذي ينتجه الدماغ بمساعدة الشيكولاته، والذي له كبير الأثر على سرعة التذكر والتعلم أيضًا.
ثانيًا: لعبة الكلمات المتقاطعة.
هل تصدق أن تحسين لعبة الكلمات المتقاطعة لقدرات الدماغ ما هي إلا إشاعة! إنها لا تساعد على تمرين مهارة التذكر أو السرعة، ولم يتم اعتبارها حتى ضمن أدوات الطب الحديث في هذا المجال. بل إن الأمر صادم حقًا، حيث في تجربة لدراسة تأثير هذه اللعبة، كانت المفاجأة بأن النتائج كانت معاكسة، حيث ظهر أن تطور العقل يتوقف في حال الاعتياد على ممارسة حل الكلمات المتقاطعة، وذلك لأن آلية التفكير تبدأ بأن تصبح آلية لا أكثر. هل تصدق ذلك؟
ثالثًا: تكرار الشيء مرات عدة.
إن التكرار ليس أمرًا بسيطًا كما كنت تعتقد، بل على العكس؛ إذ أنه يعتبر من أهم التمارين التي تضمن لك المحافظة على نشاط خلايا عقلك لتبقى تعمل بفاعلية أكبر. وذلك يظهر بوضوح عند تعليم الطفل على عادة معينة. لا يبدو الأمر سليمًا أو صحيحًا في المرات الأولى، لكنه يتطور بوضوح كبير تدريجيًا حتى يصل مرحلة الإتقان التي نرجوها.
رابعًا: الاستمرار في تعلم الأمور الجديدة.
ربما يبدو الأمر روتينيًا جدًا أو متوقعًا. لكن عليك حقًا الأخذ بهذه النقطة بعين الاعتبار. حيث أن الإلتزام بتعلم الأشياء الجديدة بشكل مستمر يعطي نتائج تصل غالبًا إلى 100% في تطوير وتحسين القدرات العقلية. إليك هذه المعلومة: ربما لم تكن تدري أن تعلم لغة جديدة يجعل المخ يتوجه مباشرة إلى البدء بخلق خلايا دماغية جديدة مختلفة عن سابقتها. أما عن السبب؛ فذلك لأجل حمل طريقة التفكير الجديدة واللغة الجديدة في هذه الخلايا المخصصة.
خامسًا: الأوقات الطويلة مع أحبائك.
إن هذه من أبسط وألطف الطرق التي ستساعد على رفعة قدرتك على التعلم والتذكر بنسبة تتراوح بين 80% إلى 90%، هل تصدق ذلك؟ إن جلوسك وحديثك مع من تحب، والمناقشة في الأمور يعمل فعلًا على تحسين قدرة التذكر بشكل كبير. ويمكننا تخصيص الأمر في حال قام أحد أحبائك بطرح معلومة جديدة على مسامعك، فذلك سيكون التمرين الأقوى والأنفع لعقلك وقدراته. وقد ذكرت دراسات كثير أيضًا أن ابتعاد الشخص عن أحبائه وعائلته تؤثر على قدرات العقلية وتجعلها تتراجع إلى حد 20% يوميًا، وهكذا أمر لن يعود إلى سابق عهده إلا عن طريق العودة إلى العائلة من جديد.