نعم وبالتأكيد، قراءة الشعر متعة عظيمة، يحدث أن تقرأ قصيدة ثم تبتسم لأنها راقت لك، ويحدث أيضا أن تقرأ قصيدة من هذا الديوان فتعيد صنع الدهشة لك كما لم يفعل أي ديوان آخر. إن ما نتعلمه من الشعر في الحقيقة أعمق بكثير من أن أختزله في عدة أسطر ولكن ما يمكنني قوله بشأن هذا الديوان الذي حاولت جاهدة أن لا أنتهي من قراءته في يومين؛ هو أن الشعر منقذي ومهلكي بين شطر وآخر.
أؤمن بعمق أن قراءة الشعر ليست هواية أبدا، بل حاجة لمحاكاة الواقع، حاجة لفهم ما يجري حولنا وحاجة أهم لنستمر في صناعة الدهشة التي تعمّق معرفتنا بذواتنا في الكثير من الأحيان، لذلك، دمنا بشعر، ودامت القصائد تنتشل أرواحنا من من القاع إلى قاع آخر أكثر عمقا.