هل تعتبر مهنة التسويق مهنة أخلاقية تماماً؟

التسويق عالم متشعب الهدف الرئيسي والأول فيه هو البيع فالتسويق هو فن البيع واستذكر قصة قشارة البطاطا التي حدثني بها صديق في هذا المجال، يروي أنه عندما أُخترعت قشارة البطاطا كانت ملونة فقام الناس بشرائها ولكن كمية الإستهلاك كانت قليلة فعندما نظر لحل لهذه المشكلة قام بتلوين قشارة البطاطا بنفس لون البطاطا الأصلي(البني)؛ ظناً أن المستهلك عندما ينتهي من استخدامها سيتخلص من قشور البطاطا وينسى القشارة معها (لأنه لن يميز لون القشارة عن لون قشر البطاطا) فتذهب إلى القمامة ويعود إلى التسوق ليقتني واحدة أخرى وبالفعل حققت هذه الفرضية نجاحها بزيادة استهلاك المنتج أكثر من ذي قبل.
فلو نظرت إلى هذه القصة لوجدت أن التصرف الذي فكر فيه لزيادة استهلاك منتجه لا أخلاقي فلم يبالي بخسارة المستهلك ثمناً لقشارة أخرى في كل مرة، كان هدفه الأول أن يزيد ربحه بغض النظر عن الطريقة الصحيحة في تحقيق المبيعات المطلوبة.

وهنالك أمثلة عديدة من وجهة نظري تُظهر التسويق في بعض الحلات لا أخلاقي مثال على ذلك لو أفترضت أنك تسوق لبيع السجائر (الدخان) وكلنا نعلم ضرر الدخان على صحة الإنسان وما  يسببه من أمراض صحية والمطلوب منك أن تسوقه بأفضل طريقة،
بالفعل هذا ما حصل مع الشركات فأصبحت تُضيف تعديلات على غطاء العلبة للتحذير من خطره في الإصابة بمرض السرطان ووضع صورة كفن على العلبة وهذه تعديلات غير جوهرية للمنتج فالغاية الأهم هي بيع المنتج مع العلم بضرره الحاصل ودليل ذلك أن هذا التعديل لم يؤثر إطلاقاً على التقليل من معدلات البيع.
ومثال آخر حيث تم تسويق وإعلان لمنتج ألبان يحتوي على مكونات بكتيرية وميزاته أنه يعزز المناعة ويساعد في عملية الهضم، ولكن أثبت عكس ذلك ودفعت الشركة غرامة نتيجة عدم مصداقيتها.
 
فالأخلاق مطلوبة في أي مهنة مهما كانت بسيطة والتسويق واحدة من هذه المهن التي يجب أن تحكمها قوانين ومبادئ أخلاقية نابعة من الفرد نفسه وتعامله مع من حوله، لكن في التسويق لا بد أن تتضمن الأخلاق معظم العملية من بدايتها إلى نهايتها كالتوزيع، العلاقات مع العملاء واﻟﻤﺠتمع والشركات الأخرى، الإعلانات ، خدمات العملاء، التسعير، والمنتجات وغيرها.
ومن وجهة نظري أنه حتى لو استطاعت الشركات أن تضع دليل شامل و متكامل للصيغة الأخلاقية التي تتعامل فيها مع غيرها أو مع أفرادها من نفس الشركات ومدى التزامهم بأخلاقيات العمل ستحدث بعض المواقف الفردية التي تسيء للمنظومة الأخلاقية بشكل عام.

لذا يجب أن يتحلى الأفراد والشركات بالمبادئ الأخلاقية وهذا الأمر الطبيعي كالصدق والأمانة الإخلاص وخدمة العميل للمصلحة العامة وليس لزيادة الربح فقط خاصةً في ظل انتشار التسويق الإلكتروني وعبر وسائل التواصل الإجتماعي؛ فأصبحت اللأخلاقيات التسويقية منتشرة بصورة كبيرة حتى في بعض الأوقات تتمثل في الرد السيء مع الزبون إذا اشتكى من جودة المنتج بعد استلامه.
من جهة أخرى لا أنكر أن هنالك شركات كثيرة تتبع المصداقية والشفافية في التعامل مع العملاء والإعلانات تكون صادقة وجديرة بالثقة وغير مبالغ بها وتبني علاقات فعلاً قوية مع المستهلكين، فتتبع القانون في تعاملاتها بشكل دقيق بالإضافة إلى التزامها المجتمعي.

والجدير بالذكر عزيزي أنه يوجد فرق كبير بين الإلتزام القانوني في عملية التسويق (البيع) و الإلتزام الأخلاقي؛ حيث توجد شركات ملتزمة قانونياً ولكن غير ملتزمة بمسؤوليتها الأخلاقية و الإجتماعية تجاه المستهلك والمجتمع بشكل عام.
فأنت كمستهلك تقرر كيف تتسوق ومع من تتعامل وتتثقف أكثر قبل أن تتعامل مع أي من الشركات وقبل أن تخوض في المعاملات التسويقية خاصةً الرقمية.
سأضع لك صديقي هذا المصدر قد يفيدك في التعرف على سلوكيات كثيرة تتعلق بخداع المستهلك والتعامل بشكل غير أخلاقي.

المصدر :
Unethical Marketing Research Practices