هل تظن بأن الاعلام ينظر إلى قضايا المرأة بطريقة سطحية؟

1 إجابات
profile/مغيداء-التميمي
م.غيداء التميمي
مهندس مدني
.
٢٨ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
إن للإعلام دورا هاما في تكوين فكرة الإناث عن أنفسهن وعن علاقاتهن، إلا أنه في الحقيقة في معظم الأحيان لا يمثل حقيقة المرأة ولا حقيقة اهتماماتها، وللأسف وراء الكواليس ليس هناك تعمقا حقيقيا في قضايا المرأة، وهناك نوع من الالتزام بالصورة النمطية التي يكونها الرجل عن المرأة، ففي أغلب الأحيان يتم تمثيلها على أنها السيدة في البيت الجميلة والمتأنقة واللطيفة دائما، وهدف وجودها هو الترفيه عن نفس الرجل في الحياة، وأن دورها يقتصر عل تحضير طعام الفطور له ومن ثم القهوة التي يرغب بها وغيرها من المشاهد المتكررة.

وطبعا أنا هنا لا أنتقص من دور المرأة في أداء واجباتها المنزلية من طهي الطعام والعناية بالأطفال ومراعاة أمور الزوج، إلا أنه من غير الصحيح اختزال صورة ودور المرأة في هذه الأمور، فالمرأة في حقيقة الأمر شريكة في المنزل وفي تربية الأبناء وشريكة في الحياة بما فيها من مشاكل، فهي تجد الحلول جنبا إلى جنب مع الرجل كرفيقة دربه، أي أنها شخصية مستقلة تشارك الرجل وليست مجرد تابع له.

من يتابع الإعلام العربي يشاهد كمية التضييق على دور المرأة، وحتى عندما يحاول هذا الإعلام التجرؤ قليلا لطرح مواضيع تعنى بمشاكل المرأة، فإنه طرحها يتم على أنها مشاكل بسيطة وسطحية ومبسطة، وفي أغلب الأحيان يكون اللوم محملا بشكل كامل على المرأة، فمثلا عندما بدأ الإعلام يطرح موضوع العنف الأسري والعنف ضد المرأة، كان يستعرض الأمر بطريقة توجه المرأة إلى أن تقوم هي بتفادي هذا العنف والابتعاد عن المشاكل واحتواء الآخر خاصة إذا كان الآخر رجلا.

نحن حقيقة قلما سمعنا صوت المرأة، وإن سمعناه فإنما نسمعه بصوت رجل يتكلم عنها بضمير الغائب، رغم أننا نساء مختلفات ونملك اهتمامات مختلفة، وهناك من تريد أن تعمل وهناك من لا تريد أن تعمل، وهناك من لا تريد أن تصبح عالمة فيزياء، وهناك من تكتفي بدورها كزوج وأم، وهناك من لا ترغب بالارتباط أصلا، لذلك من الخطأ جدا أن يقوم الاعلام باختزال أصوات المرأة بصوت واحد، وقالب واحد، ودائرة واحدة ضيقة.

كما أن حرية الاختيار للمرأة هي حرية في جميع الاتجاهات، وليست بشكل واحد أو نمط واحد، ولا يجب الضغط على المرأة لتكون بهذا الشكل أو هذا القالب المطلوب من قبل المجتمع.

إن الإعلام الذي يستخف بكثرة الأبواب المغلقة أمام النساء، إنما هو إعلام مغيب عن الواقع، وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة الحالية، وعندما يجبر الأهل مثلا على الاختيار بين الابن والابنة في دفع رسوم تعليم أحدهما، فإنهم يقومون باختيار تعليم الذكر، لأنه بالنسبة لهم هو المعيل والسند، وبناء على ذلك هم يغلقون أبوابا في وجه ابنتهم، وأنا لا ألوم من هو مجبر وظروفه المالية صعبة، إلا أن التمكين والعمل الحقيقي هنا يجب أن يكون مرتكز على دعم النساء، والوقوف معهن في الأزمات، وإعطاء الفتيات خيار التعليم واختيار العمل وخيار أن تمتلك الاستقلالية المادية والمعنوية.

على الإعلام عرض قصص النساء الحقيقيات، وليس الالتزام فقط بالقصص التقليدية مثل قصة المرأة الفقيرة التي يقع في حبها الشاب الغني، رغم أنها قصة جميلة إلا أنها أصبحت بالية، وللنساء قصص كثيرة أهم يجب أن تسمع وترى، فهناك قصص السيدات المعتقلات بسبب آرائهن، والأمهات اللواتي أنجبن أطفالا مصابون بالتوحد، والفتيات اللواتي يجبرن على العمل منذ عمر صغير، والسيدات اللواتي يجبرن على تحمل العنف الجسدي والنفسي، أو قصص النساء اللاتي يعانين الصراع الطائفي، وغيرها من المشكلات التي يجب أن تطرح لزيادة وعي الناس بها وإيجاد حلولا تساعد المرأة وتنهض بها.