هل تظن أن كوكب الأرض حالة فريدة من نوعها في الفضاء الواسع؟

2 إجابات
profile/ندى-ماهر-عبدربه
ندى ماهر عبدربه
Dental hygienist
.
٢٩ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 ماذا لو نحرر دقائق الزمن ونتركه يسير أمامنا دون أن نلاحق دقات ساعته، نفتح أعيننا في أحد الأيام ونجعلها تراقب تفاصيل الكون، نرفع رأسنا نحو السماء الزرقاء ونفتش فيها عن أمل يتجدد مع كل نسمة هواء تتخلل شهيق أنفسنا، نراقب حكايات الكون عبر تفاصيله الصغيرة ونسمع شهقات روحه من نبع صدى المخلوقات على أرضه.

أرضه التي تحتضن الحياة بتفاصيلها، الكرة التي تسبح في أعماق الفضاء وتخبئ بداخلها أسرار الحياة ومسارات القدر، الكوكب الفريد الذي ينبض داخل النظام الشمسي، ويعزف ألحان الأمل مع كل دورة سرمدية يغرق في تشكيل خطواتها.

لطالما سيطرت علينا أسئلة عديدة ولعل أبرزها يتجسد في سؤال يحمل بين طياته أجوبة عديدة تحيط بجوهر كلماته وتقول: لماذا يعتبر كوكب الأرض حالة فريدة من نوعها؟
 
 من وجهة نظري إن هذا السؤال يحمل في جوابه دلائل عديدة تحيط بنا وتؤكد في كل لحظة على تمييز كوكب الأرض، ولعل (الحياة) بجميع أشكالها هي أكبر دليل على الحالة الفريدة من نوعها التي يملكها كوكب الأرض وتميزه عن باقي المجرات والكواكب في الفضاء الشاسع.

ومن هنا نستطيع أن نستنبط بعض المميزات التي جعلت الحياة تسكن في كل مكان على سطح هذا الكوكب وجعلت منه حالة فريدة من نوعها.

حيث تعتبر الأرض الكوكب الثالث في المجموعة الشمسية، والكوكب الوحيد الذي يعرف بوجود الحياة على سطحه ويكمن السبب لذلك هو وجود العديد من المؤهلات التي جعلته يتفرد في وجوده ويتميز عن أقرانه، ومن هذه المميزات:

-الأكسجين والغلاف الجوي
تتميز الأرض بوجود غاز الأكسجين في غلافها الجوي، حيث إنه تشكل في السنوات التكتونية الأولى لسطح الأرض واستغرق تكونه ملايين السنين حتى أصبح كوكب الأرض مؤهلاً لاستقبال الكائنات الحية على سطحه.

يعتبر الأكسجين أهم عنصر لتكون الحياة على الأرض حيث ينتجه الغلاف النباتي بشكل مستمر ومن خلاله تتمكن الكائنات الحية من التنفس واستنشاق نسمات الهواء التي تمر عبر رئتها وتغمر روحها بالحياة،  لعل هذا التفصيل الصغير يغمر أجسادنا التي بدورها تطفو على متن سفينة الحياة
متعلقة بحبل القدر المتصل بحلقة تحفها نسمات الهواء من كل جانب.

-المحيط الحيوي
حاول أن تنظر حولك في هذه اللحظة مثل أن تنظر من خلال نافذة غرفتك أو أن تلتفت للأشياء حولك مهما كان حجمها لعلك حينها سوف تجد الكثير من التفاصيل التي تلتقطها عيناك وتمر عبرها كل يوم دون أن ترى عظمة وجودها في حياتك، تفاصيل تجسدها كائنات حية تعمل كل يوم وتعيش حياتها المصغرة في بيئة عالمك، فمثلاً العصافير التي تغرد بالخارج والتي في أغلب الأحيان ننسى أن نركز على صوتها ليمر كما العابر الذي حط رحاله في إحدى المحطات المنسية.
أو نسمات الضحى التي تمر عبر نوافذ أرواحنا، أو الكائنات الحية التي تسكن غرفتنا والأوراق التي تتنفس هواءنا السماء والنجوم التي تنظر إلينا عبر أشعة شمسها ونور قمرها، كل هذه الأشياء تمثل الغلاف الحيوي للأرض وبعضها يساعد الحياة على إبداء صوتها بمنصة هذا الكوكب الفريد.

تمثل أشكال الحياة على سطح الأرض شيء مميز وفريد من نوعه حيث يعتبر المحيط الحيوي للكوكب الأرض من أهم عناصر الحياة التي تتجسد عبر الكائنات الحية الموزعة في كل بقعة على سطح الأرض والتي بدورها تضمن توازن أجزائه.

-الغلاف المائي

يعتبر الماء من العناصر المهمة لتشكيل الحياة على سطح الأرض، حيث إنه يعتبر الأساس في تكون أجساد الكائنات الحية وأيضاً جزء من الموطن المثالي لها.
بواسطة المياه تنمو بذرة ملقاة في أحد بقاع الأرض تحارب الزمن وتزداد مع مروره تألقاً، تتجول مع نسمات الهواء وتحلق نحو السماء.
تلك البذرة موجودة بداخل كل كائن حي تسقى بواسطة الماء وتتنفس الحياة عبر فضاء الروح.

كوكب الأرض هو الموطن الذي يلم شمل الحياة على أرضه، ويسمع الكون ألحان خطوات القدر في أعماقه فمنذ الخليقة إلى وقتنا الحاضر يعمل الإنسان على اكتشاف أسراره، ولكنه كلما فتح باباً من أبوابه يغوص داخل تفاصيل عالمٍ يجعله يتفكر كل مرة في عظمة خلق الله، وكما قال الإمام علي عليه السلام: وتحسب نفسك جُرمٌ صَغير وَفيكَ اِنطَوى العالَمُ الأَكبَر. 

profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٠١ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
      إن كنت تسأل عن رأيي فإنني للآن أرى ذلك. حيث أن هنالك الكثير من الكواكب التي تم اكتشافها وتحمل الكثير من السمات المشابهة للأرض، إلا أن الأرض ما زال فريدًا ولم يوجد إلى يومنا هذا مكان مشابه أبدًا.

     أما فيما يخص العلماء فلهم رأي آخر وأكثر دقة بالطبع. حيث قال استاذ الكيمياء الجيولوجية إدوارد يونغ أنهم يملكون احتمال وجود كواكب صخرية مشابهة للأرض، وهنالك الكثير من الكواكب الصخرية في الكون.

     أما كيف استطاع العلماء دراسة الكواكب التي لم يستطيعوا الوصول إليها إلى الآن والتي تقع خارج نظامنا الشمسي، فإن طالبة الدراسات العليا ألكسندرا دويل قامت بدراسة شظايا صخور الكواكب المتناثرة في الفضاء والتي تقوم بالدوران حول ستة أقزام بيضاء.

     أما عن الأقزام البيضاء فهي البقايا الناتجة من احتراق النجوم. و بمراقبة هذه الأقزام البيضاء وما يدور حولها، يمكن للعلماء، يستطيعون تحديد العناصر المكونة لها. حيث أن الجاذبية الكبيرة لمراكز هذه النجوم تقوم بتفتيت ما حولها إلى أشلاء وتسحبها إلى داخل جسم النجم.

     وقد قال إدوارد سابقًا أن صخور عديدة من الأرض والمريخ وغيرها من أماكن متعددة في النظام الشمسي حملت نفس الخصائص وكانت متشابهة إلى حدٍ ما.

     تقول ألكسندرا أن المريخ والأرض تتشابه من حيث الحديد المؤكسد. مع أن إدوارد يرى أن تأكسد الصخور في النظام الشمسي هو لغز، حيث أنهم كانوا يتوقعون العكس. وكان سؤالهم ما إذا كان الأمر ينطبق على النجوم أيضًا، وكانت الإجابة نعم كذلك. وهذا أمر يبعث على التفاؤل للبحث عن كواكب شبيهة بالأرض.

     بسبب أن الباحثين لا يستطيعون دراسة الصخور فعليًا، فإنهم يقومون بدراسات رياضية للعناصر الستة (الحديد والأكسجين و السيليكون والمغنيسيوم والكالسيوم والألمنيوم) الأكثر شيوعًا داخل الصخور. وبذلك يقومون بمقارنة حساباتهم هذه مع الحسابات التي تخص الأرض ويبحثون على أساسها على تشابهات. وإن ظهر أي تشابه لمقدار الأكسدة، فذلك يعني أن للكوكب حقل مغناطيسي يشابه الأرض، وكذلك صفائح تكتونية، والتي يُعتقد أنها من أساسيات خلق حياة على كوكب.

     ما زالت العمليات جارية، وكذلك الدراسات والأبحاث على أمل إيجاد كوكب مشابه. أما عن رأيي، فإنني لا أرى في الحقيقة داعٍ للبحث عن مكان آخر للعيش. يمكننا البحث عن حضارات موجودة في بالفعل والتأكد من حقيقة وجودها، أما تغيير مكاننا فسيكون أمرًا صعبًا بالتأكيد.
 

 Earth Is Not Unique: New Technique Using Ancient Stars Studies Geochemistry of Planets Outside Our Solar System (scitechdaily.com)