لا يصح استخدام سورة طه لجلب الحبيب ، ومثل هذا الكلام هو من تلفيق المشعوذين والدجالين وكذبهم على الناس وأكل أموالهم بالباطل .
والواقع أنهم إما كذابون محتالون وإما أنهم سحرة مشعوذون وإنما يظهرون أنهم يتعاملون بالقرآن ابتداء حتى يطمئن إليهم الإنسان في بادئ أمره ويظن أنهم صادقون ، فإذا اطمأن إليهم وصدقهم بدأوا بإدخال شعوذاتهم وسحرهم !
ومن ذلك قولهم (سورة طه لجلب الحبيب الغائب والزوج وإرجاع الخاطب ... إلخ ، تقول 77 مرة اللهم بحق سورة طه ... ) ثم يزعمون أن هذا جلب حلال ولا يضر بل هو جلب دائم وبالقرآن .
وكذبوا في دعواهم وزعمهم ، بل هذا نوع الاستهزاء بالقرآن وامتهانه واستخدامه كما تستخدم التعاويذ، والله تعالى لم ينزل القرآن ليصبح تعويذة ! وإنما أنزله لنقرأ به ونعمل به .
وإذا كنت تريدين راحة البال والطمأنينة حقاً و تيسير أمورك ونيل البركة في الدنيا فعليك العمل بالقرأن وطاعة الرحمن ، لأن الله قال في ختام سورة طه :
(... فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) ) .
فالهدى والسعادة في اتباع القرآن والعمل به وهو هدى الله ، ومن أعرض عنه واتبع سبل الشيطان ومنها إتيان السحرة والمشعوذين فإن له معيشة تعيسة كلها ضنك .
والمؤمن يعلم أن الله قدر الامور وقسم الأرزاق والعطايا في هذه الدنيا ابتلاءً واختباراً وامتحاناً ، فما أصاك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك ، فإن كان الله قدر لك الزوج فسيأتيك ، وإلا فلن يأتيك ولو استعنت بكل سحرة الدنيا وشياطينها !
وإن كنت تريدين الطريق الحقيقي والسبب الأعظم لجلب الزوج والحبيب فطريق ذلك هو سؤاله ممن يملك النفع والضر والمنع والعطاء وهو الله سبحانه وحده ، فاجتهدي في الدعاء إلى الله واطرقي بابه واستعيني على ذلك بالصدقة وتقديم العمل الصالح الذي يكون سبباً في تفريج الكروب وتيسير الأمور واستجابة الدعوات .
والله أعلم