لا لم يتحقق أي شيء من علامات الساعة الكبرى إلى الآن، وتحققها يعني بدأ تغييرات كبرى في العالم العلوي أو السفلي تعم غالب البشر وتكون القيامة معها قريبة جداً.
وعلامات الساعة تنقسم إلى صغرى وكبرى:
- فالصغرى: تدل على قرب الساعة ولكنها بحساب البشر لا يزال فيها فسحة ومدة، وهي في غالبها لا تكون عامة أو مؤذنة بتغيير كبير، وقد تحصل ولا يستغربها الناس أصلاً.
وهذه العلامات كثيرة بدأت ببعثة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وتحقق منها الكثير ولربما لم يبق إلا بضع آيات منها.
- الكبرى: وهي عشر علامات عظمى تؤثر في العالم السفلي أو العلوي تعم الأرض في الغالب ويستغربها الناس ويشعرون بها وتكون من الظهور بمكانة أنه لا يبقى معها عذر لأحد بعدها، والساعة تكون قريبة جداً معها.
وهذه الآيات تكون متتابعة لا تكاد تنتهي آية حتى تظهر التي تليها وقد توجد أكثر من آية في نفس الوقت حتى يقع يوم القيامة لذلك جاء في الحديث تشبيهها بأنها (خُروجُ الآياتِ بعضُها على إِثْرِ بعضٍ، يَتَتَابَعْنَ كما تَتَابَعُ الخَرَزُ في النِّظامِ).
وهذه الآيات تكون يوم القيامة معها قريبة جداً كما وصفت في الحديث (كالحامل المتم لا يدري أهلها متى تفجأهم بولادتها ليلا أم نهارا).
وعلامات الساعة الكبرى عشر علامات ذكرت مع بعضها البعض في حديث واحد جمعها كلها ونص الحديث هو:
عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: "اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال: (ماذا تذاكرون؟)، قالوا: نذكر الساعة، قال: (إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات؛ فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف؛ خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم)" (رواه مسلم في صحيحه وغيره).
فهذه عشر علامات وقد جاء ذكرها في أحاديث أخرى ونص القرآن على بعضها كخروج يأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها والدخان ونزول عيسى عليه السلام.
وترتيب هذه العلامات بحسب زمن حصولها هو على الراجح بحسب الاجتهاد في جمع النصوص كالتالي:
1. خروج الدجال: وخروجه أعظم الفتن، والأحاديث بخروجه متواترة.
2. نزول عيسى بن مريم عليه السلام: فيقتل الدجال والقرآن أشار إلى نزوله آخر الزمان وتواترت الأحاديث على ذلك.
3. خروج يأجوج ومأجوج: وذلك في نفس زمن عيسى عليها السلام بعد قتله للدجال، ويميتهم الله في زمن عيسى وقبل موته.
4. الدخان الذي يغشى الناس: فيكون كالزكمة للمؤمن ويكون عقاباً وعذاباً للكافر.
5. خروج الدابة التي تسم الناس وتميز بين مؤمنهم وكافرهم وقد نص القرآن عليها.
6. طلوع الشمس من مغربها وتكون في نفس يوم خروج الدابة، وبهذه العلامة تنقطع التوبة.
7+8+9. الخسوف الثلاثة بالمشرق والمغرب وبجزيرة العرب.
10. خروج النار من اليمن التي تجمع الناس لمحشرهم في الشام.
والله أعلم