نعم، تحزن على فراق أحبتها! لاحظت ذلك عندما فقد قطي أخاه الشقيق، فقد مات هذا الصغير بسبب مرض كالسي، ومن وقتها أصبح القط" يوكي" حزينًا، مع بعض آثارٍ من العدوانية مع القطط الباقية. فقد أصبح يضربهم بلا هوادة.
وبعد البحث في هذا الموضوع وجدت بعض الأمثلة المدهشة.
* لاحظ العلماء أن الأفيال تبدي اهتمامًا جمًّا بعظام متوفيها، وتحزن عليهم. ففي عام2016، قام طالب دكتوراه يدرس حياة الأفيال بتصوير مقطع يديو يصور أفرادًا من ثلاث عائلات أفيال مختلفة قاموا بزيارة جثة أم متوفاة، وشموا ولمسوا الجثة ومروا بها بشكل متكرر.
* كما لوحظ مرارًا وتكرارًا أن الشمبانزي ينخرط في سلوكيات مرتبطة بالموت. فعلى سبيل المثال، تمت ملاحظة مجموعة صغيرة من الشمبانزي الأسير بعد وفاة أحد أعضائها ، شمبانزي مسنة تدعى بانسي، بفحص جسدها بحثًا عن علامات الحياة ثم قاموا بتنظيف فراءها من قطع القش. ورفضوا الذهاب إلى المكان الذي ماتت فيه بانسي لعدة أيام بعد ذلك.
* شوهدت الغربان تشكل ما يسميه العلماء "التجمعات المتنافرة" - المهاجمة والصياح في مجموعة كبيرة - استجابة لغراب ميت آخر.
* التقط صبي يبلغ من العمر 8 سنوات لقطات فيديو لبيكاري، وهو نوع من الحيوانات البرية الشبيهة بالخنازير الموجودة في أجزاء من الولايات المتحدة، حيث كان البيكاري يزورالجثة مرارًا وتكرارًا، ويقضمها ويعضها، وكذلك ينام بجانبها.
* لوحظ أن العديد من أنواع الرئيسيات تحمل أطفالًا ميتين لأسابيع أو حتى شهور منها القطط والكلاب. في الحالات القصوى، حملت الأمهات أطفالهن حتى تحنطوا تمامًا بسبب الحرارة، أو حتى بقي هيكل عظمي أو عمود فقري.
* فقدت أم قرد طفلها بسبب حيوان مفترس. ثم عادت بعد أسابيع إلى نفس المنطقة التي فقدت فيها صغيرها وصعدت إلى شجرة عالية وبدأت في البحث عنه ومناداته. يشير ذلك إلى أنها تذكرت ما حدث هناك وأنها كانت تفتقد صغيرها.
مع ذلك، يصر بعض العلماء على أنه لا ينبغي تصنيف مثل هذه السلوكيات بمصطلحات بشرية مثل "الحزن" و "الحداد" لأنها ليست علمًا صارمًا. يمكن للعلم أن يلاحظ سلوكًا معينًا، ولكن من الصعب جدًا معرفة الشعور الذي حفز هذا السلوك. ومع ذلك كل شيء ندركه عن الحيوانات من حيث حياتها العاطفية أو إدراك الموت يساعد؛ بمعنى أنه يجعل الحيوانات أكثر تعقيدًا أو شبيهة بالبشر وأكثر جاذبية للناس. تساهم كل هذه المعرفة في الطريقة التي ننظر بها إلى الحيوانات. وقد تغير الطريقة التي ننظر بها خلال التعامل معهم وبطريقة أخلاقية، فالرفق إحسان، حتى لو كان لمخلوقٍ لا يَعقِل.
المراجع:
https://www.bbcearth.com/blog/?article=the-truth-about-animal-grief
https://www.smithsonianmag.com/science-nature/do-animals-experience-grief-180970124/
https://www.nwf.org/Home/Magazines/National-Wildlife/2018/Feb-Mar/Animals/When-Animals-Grieve