هل تحدث القرآن عن البروج؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٣٠ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 نعم تحدث القرآن الكريم عن البروج في عدة مواضع:

-فقد قال الله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا) سورة الفرقان آية رقم 61.

-
كما قال الله تبارك وتعالى: (والسماء ذات البروج) سورة البروج آية رقم: 1

-
وقال الله تعالى (ولقد جعلنا في السماء بروجًا وزيناها للناظرين) سورة الحجر آية رقم 16

-كما أنه قد سمى الله تبارك وتعالى سورة من سور القرآن الكريم باسمها وهي سورة البروج.

وبأن لهذه البروج الكونية أهمية كبيرة لاستقامة الحياة على الأرض والتي أراد الله تبارك وتعالى‏ تنبيهنا إليها؟

كما أن الله تعالى قد أقسم في القرآن الكريم بها والله تبارك وتعالى لا يقسم بشيء إلا إذا كان عظيما وذو أهمية وشأن. فالله تعالى غني عن القسم للعباد. وقد ذكر ابن كثير‏ رحمه الله تعالى بأن الله تعالى يقسم بالسماء وبروجها وهي النجوم العظام‏

ويأتي من أجل تنبيهنا إلى أهمية الأمر المقسوم به.

 فقد جاء في تفسير الطبري عن البروج أنها منازل الشمس والقمر،

وقد قال مجاهد وقتادة والحسن بأن لبروج: هي النجوم الكبار، وسميت بروجا لظهورها، وقال عطية العوفي بروجا: أي: قصورا فيها الحرس.

كما جاء في تفسير السعدي لكلمة بروج في قوله تعالى (تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا) أي أنها النجوم أو أنها منازل الشمس والقمر التي تنزل منزلة،
وهي بمنزلة البروج والقلاع للمدن في حفظها، كذلك النجوم بمنزلة البروج التي أنشأت للحراسة فإنها رجوم للشياطين.

-وذكر ابن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه: بأنها البروج الاثنا عشر التي هي منازل الكواكب السبعة السيارة.

-وفي معجم الوسيط: سميت بالبروج، لأنها بالنسبة لهذه الكواكب كالمنازل لساكنيها. الطنطاوي

-كما جاء في تفسير القرطبي: تبارك الذي جعل في السماء بروجا أي منازل، وقد تقدم ذكرها وجعل فيها سراجا قال ابن عباس: يعني الشمس.


-
وعند الغرب يتباهون بأنهم هم أول من اكتشف البروج وتعني انها البنى الكونية.

-وبعض العلماء المسلمين قالوا بأنها هي مجموعات من النجوم التي صنفها الأقدمون ضمن مجموعات ليهتدوا بها في سفرهم في البر والبحر، وقد تصور بعض الناس قديماً على أن هذه النجوم تمثل أشكالاً لحيوانات.


-
أما في القرآن الكريم فنجد بأن البرج هو البناء الضخم العالي المحكم. وإن هذه الأبنية الضخمة والمحكمة هي البروج التي تحدث عنها القرآن،

-وقد وجدت أن هذه التسمية كانت في منتهى الدقة من الناحية العلمية، بل إنها أدق بكثير من كلمة أبنية كونية، لأن كلمة (بروجاً) فيها إشارة لبناء عظيم ومُحكم وكبير الحجم، وهذا ما نراه فعلاً في الأبراج الكونية حيث يتألف كل برج من ملايين المجرات وكل مجرة من هذه المجرات تتألف من بلايين النجوم!! فتأمل عظمة الخالق سبحانه وتعالى.

والبروج: هي تجمعات للنجوم، وقد ذكر القرآن الكريم فوائد النجوم في كونها علامات يهتدي بها في ظلمات البر والبحر، وبأنها زينة للسماء الدنيا، وهي رجوما للشياطين،

ولو تمعن العبد إلى بروج السماء لوجد بأن القرآن الكريم اكتشفها قبل أن يكتشفها العلم بعدة قرون وهي من المعجزات العظيمة ومن المسائل المهمة التي ذكرت في القرآن الكريم.
 وما يحدث الآن من بعض العرافين والذين يدعون بقراءة الأبراج ومعرفة الحظ وغيرها من الاعتقادات الباطلة وبتأثيرها على الحياة فهو محرم شرعا ولا يجوز إطلاقا.

-وأن قراءة الأبراج والعمل بها تعد من باب الاستقسام بالأزلام وهو أمر من أمور الجاهلية ومحرم شرعا.

والله تعالى أعلم.