هل تجوز قراءة الرقية أو القرآن الكريم لشخص بعيد ودون علمه

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٤ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لم يرد أنه من السنة رقية شخص بعيد وغير موجود عن الراقي. ولا لم يثبت أن هذا كان من عمل السلف.
-وتعد الرقية نوع من العلاج، وكما أن المريض لا ينتفع إلا إذا أخذ وتعاطى العلاج، فكذلك الرقية، لا يمكن تصور ذلك إلا بمباشرة الراقي القراءة على المريض.

قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء:

"الرقية عمل يحتاج إلى اعتقاد ونية حال أدائها، ومباشرة للنفث على المريض"

فالرقية يجب أن يكون المريض موجودا لكي يحصل له الفائدة والعلاج لينتفع بها بخلاف الدعاء فإنه ينفع القريب والبعيد، والحاضر والغائب، بإذن الله.
-وعليه: فالرقية الشرعية لا تكون إلا إذا كان صاحبها حاضراً حتى يسمع كلام الله ويتأثر به، وإذا كان ممسوس بالجن، فحتى يسمع الجني كلام الله تعالى من خلال الرقية الشرعية ويخرج من المريض.

- أما المشروع فهو الدعاء لأخيك في ظهر الغيب سواء كان الشخص بعيد أم قريب وهي من السنن المهجورة في زماننا.

- قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) سورة الحشر (10).

- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب، إلا قال الملك: ولك بمثل» (صحيح مسلم)، وفي رواية له عن أبي الدرداء مرفوعا: «من دعا لأخيه بظهر الغيب، قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل» (صحيح مسلم)
- وعن عبد الله بن صفوان رضي الله عنه قال: قدمت الشام، فأتيت أبا الدرداء رضي الله عنه في منزله، فلم أجده ووجدت أم الدرداء رضي الله عنها، فقالت: أتريد الحج هذا العام؟ فقلت: نعم. قالت: فادع الله لنا بخير، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل» (صحيح مسلم).
- قال الإمام النووي: "وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة؛ لأنها تستجاب، ويحصل له مثلها".
- وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: لما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم طيب نفس، قلت: يا رسول الله، ادع الله لي. فقال: «اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر، ما أسرت وما أعلنت»، فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك، قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيسرك دعائي؟»، فقالت: وما لي لا يسرني دعاؤك فقال صلى الله عليه وسلم: «والله إنها لدعائي لأمتي في كل صلاة» رواه ابن حبان في "صحيحه" وحسنه الألباني.
- والدعاء في ظهر الغيب قد يشمل على بعض أدعية الرقية الشرعية، ولكنه لا يعتبر رقية شرعية.
- والأفضل أن يرقي الإنسان نفسه ولا يطلب من غيره الرقية خاصة إذا كان بعيد، ومن السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة من غير حساب ولا عذاب أنهم لا يطلبون الرقية من غيرهم، فقد جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفًا بغير حساب، هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون) متفق عليه.
 - والاسترقاء أن يطلب من غيره أن يرقيه، والرقية من نوع الدعاء، وكان هو صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه، وغيره، ولا يطلب من أحد أن يرقيه.
- وقال الشيخ ابن عثيمين: قوله: "لا يسترقون": أي لا يطلبون من أحد أن يقرأ عليهم؛ لما يلي لعدة أمور منها:
أولاً: وذلك يعود لقوة اعتمادهم على الله سبحانه وتعالى. 
ثانياً: وقد يعود لعزة نفوسهم عن التذلل لغير الله سبحانه وتعالى. 
ثالثاً: ولأن في الرقية قد يكون تعلقاً بغير الله سبحانه وتعالى.