أعتقد أن هناك أمور يجب ألا يسألك عنها أحد منها العمر والدخل الشهري، لأن الإجابة عنها ستكون مجرد رقم يختلف تقديره من شخص لآخر ومن ظرف لآخر؛ فإن التقيت بشخصين عمرهما 40 عاماً، فإنك لن تنظر لهما بنفس المنظور لو كنت تعرفهما جيداً، فقد يكون أحدهما قد حقق إنجازات كثيرة بينما الآخر لم يحقق شيئاً يذكر في حياته، وقد يكون أحدهما ناضج والآخر ما زال يتصرف بصبيانية... فكيف إذاً نسأل عن الأرقام المجردة؟!
نفس الشيء هو بالنسبة للدخل... فإن كان دخل أحدهم الشهري 5000 ديناراً أردنياً ودخل آخر 500 ديناراً فقط، ولكن الشخص الذي دخله 5000 عليه التزامات كثيرة كمصروف مدارس الأولاد وقد يكون لديه طفل مريض بحاجة لعناية خاصة شهرياً مثلاً، أما الذي دخله 500 دينار فقد يكون هذا المبلغ بالكامل لجيبه لأنه ليس لديه التزامات. وقد شاهدت هذا بعيني عندما عملت في شركة ما، وكان الموظين الجدد الذين لا تزيد رواتبهم عن 300 دينار يطلبون الأكل الجاهز يومياً ويخرجون معاً يومياً تقريباً، ولكنهم كانوا يحسدون موظفين آخرين كانت رواتبهم أعلى لكن الالتزامات التي عليهم تكسرهم لو طلبوا خلال وقت الاستراحة وجبة طعام مرتين شهرياً!
كما أنني أؤمن بأن الأرزاق مقدرة من الله تعالى، ولن يحصل أي منا على رزق هو ليس له، فإن كان دخل فلان أكثر من دخلك فهذا رزقه وذاك رزقك أنت، ولا يحق لك الاعتراض على هذا. وإن كنت ارى أنك تستحق أكثر مما يردك من الدخل فاجتهد لتجني مالاً أكثر، بدلاً من التدخل في شؤون الناس وسؤالهم عن دخلهم.
بالنسبة لي إن سألني أحدهم عن دخلي فلا مانع لدي بأن أجيبه مع شرح بسيط لطريق كل قرش أجنيه لأنني يجب أن أجيب إجابة وافية لو سئلت سؤالاً معيناً، وإن كنت لا تريد ذلك أو أنك أحسست بأن نية الشخص السائل غير صافية فاعتذر عن الإجابة ببساطة.