طبعاً للآباء الدور الاكبر والأثر الواضح في تشكيل شخصية الابناء، فإن بداية تعلم الطفل واكتساب المعرفة والكلمات وردود الافعال يأخذها من محيطه الذي ينشأ فيه ، فيتأثر بكل ما يراه ويسمعه ويحفظه بعقله اللاواعي ، ومثلما رأينا أطفال تجلس بجانب أمهاتها او آبائها على سجادة الصلاة تقلد حركاتهم دون ادراك تام بما تفعله ،غير أنها اعتادت رؤية الام او الاب يمارسون حركات وأفعال الصلاة
نرى أطفال تتسول وتسرق أو تقوم بحركات عنف عفوية تجاه أي مضايقة من طرف اخر ، لأنهم تربوا وعاشوا بين أسر مارست أمامهم هذه الأفعال وزينتها لهم بردود افعال مزيفة -من فرح وانتصار والحصول على ما ترغب بأي وسيلة كان ذلك-
فالأب الذي اعتاد ضرب ابنائه صغاراً والتسلط على رغباتهم وأحلامهم وقمعها وحرمان ابنائه العاطفة والأمان، لا يلوم عقوق ابنائه كباراً ومعاملته بنفس اسلوبه " لقد عققته قبل أن يعقك"
فلماذا يستهجن الاباء كذب ابنائهم وهم اعتادوا أن يكذبوا بمعظم أحاديثم! ولماذا يستهجن الآباء الفساد والنميمة بين الابناء وهم يرون تعامل ابائهم مع بعضهم ومع أخوانهم (الأزواج والأعمام والاخوال) ! ولماذا يستهجن الاباء الحقد والعداء بين الابناء وهم من بدأوا بالتفريق والتمييز بالمعاملة بينهم والفتنة والفساد والتحريض!
نعم ابنك وُلد على الفطرة كصفحة بيضاء ملأتها بقلمك وألوانك ، فلا تلوم غير نفسك اذا رأيت لوحتك بشعة مشووهة بألوان غير مريحة للعين والنفس، فهذا رسمك وابداعك الذي صنعت
فاتقوا الله في أولادكم وفي أنفسكم وأحسنوا العناية بالبذرة ليعجبكم ما تحصدون.