هل تؤمن حقاً بالتوافق بين شخصين حسب برجيهما؟

أنا لا أومن بذلك ، فقد يولد في الساعة الواحدة عدد كبير من الناس ولا يحملون الصفات نفسها فكيف لمواليد شهر كامل أن يملكون نفس الصفات ، فانا أرى أن هذا غير صحيج ، والدليل على ذلك أن اسماء البروج تختلف بين المنجمين واختلاف المدة لكل برج ، فيجب الابتعاد عن تصديق هذه الاقوال فكله مبني على اسس غير سليمة ، فتحديد صفات الناس بناء على تاريخ ميلادهم والبرج الذي ينتمون اليه وتحديد مدى التوافق بين الشريك الاخر كلها امور باطلة .

بالإضافة إلى ذلك ومن المثير للاهتمام القول أن هناك فرق بين علم الفلك والأبراج ، فعلم الفلك علم قائم على حساب ورصد حركة الاجرام السماوية اما التنجيم فهو مختص بالابراج والتي تتعلق بالامور الغيبية المستقبلية المتعلقة بتفاصيل حياة الانسان مثل امور زواجه في المستقبل ، بالاضافة إلى أن المنجمين يعتمدون على علم قديم ومعلوماتهم قديمة ولم يتم تطويرها وتحديثها ، فقد يتم نصح شخصين لديهم رغبة بالارتباط على انهم لا يوجد بينهم توافق وقد يتم تصديق ذلك وينفصلان بسبب هذا الاعتقاد الخاطئ ، أن الصفات المأخوذة من الأبراج متفرعة من علم التنجيم وهو نوع من الكهانة المحرمة .

ومن وجهة نظري كمختصة بعلم النفس أرى أن الاشخاص يلجؤون الى قراءة هذه الابراج كوسيلة لمحاولة ارضاء النفس وذلك من أجل الهروب من الازمات العاطفية ، فقد تبدأ مشاكل بين شخصين مرتبطين ويتم معرفة مدى التوافق النفسي بينهم وتصديق ذلك للهروب من مواجهة المشاكل العاطفية ، وأن مثل هذه الامور لها تأثير سلبي سيجعل الشخص يتوقع ما يحصل ويحاول تطبيقه وتصديقه وبالتالي حصول العديد من المشاكل والتي تعيقهم عن الاستمرار ، ويجب الابتعاد عن ذلك حتى لو كان مجرد تسلية فقد يصبح ادمان فيما بعد .

لنتفق على أمر أن الأبراج يدخل في علم الغيبيات وهذا ما يجعلنا نحذر من التفكير بهذا الموضوع أو إعطاءه حيز من تفكيرنا كمحاذير تتعلق بالأمور الدينية وحق الله بأنه هو الذي يعلم الغيب فقط .

لكن لنتفق أيضا على شيء  آخر  بأن لكل إنسان صفات يمتلكها وقد تتوافق مع أشخاص وقد لا تتفق مع آخرين .

و لعل علم الأبراج من العلوم التي سعت في البحث عن موضوع تحليل الشخصيات وصفاتهم حسب يوم ميلادهم .

فلكل شخص ولد بتاريخ معين صفات تختلف عن أشخاص ولدوا بتاريخ مختلف .

 لا نستطيع التعميم بشكل كلي أن البرج هذا اتفق معه و أن هذا البرج لا أتفق معه ،   ولكن  جزء من نجاح بعض العلاقات  خصوصا العلاقات الزوجية هي الصفات التي تحكم   تصرفات كل شخص في هذه العلاقة .
صحيح أن لكل برج صفات معينة ومواليد كل شهر يمتلكون صفات هذا البرج و لكن علينا التنويه بأن التربية ومرونة الشخص تلعب دور أكبر في التوافق بين الأشخاص .

قد نجد أشخاص مواليد نفس الشهر و حتى نفس اليوم و لكن كل منهما يحمل صفات مختلفة وهذا مدعاه للتفكير بأن البيئة تلعب دور مهم في تغيير الشخصية وصفاتها . 

فمثلا قد يحمل صاحب برج الحمل صفات تعود لبرجه ولكن عندما يكبر يرى أن هذه الصفة غير جيدة فيسعى إلى تطويرها أو التخلي عنها ، و هذا التغيير من شأنه أن يؤثر على طبيعة العلاقات وقد نجد أشخاص حسب علم الأبراج انهم من برجين لا يتفقون كثيرا ، ولكن على أرض الواقع نجد أنهما متفقين بشكل رائع وهذه من أكبر الدلائل التي قد نسند عليها إيماننا بأن الابراج ليس شيء من المسلمات و أن نبني جميع علاقتنا حسب برج كل من نقابله .

فالحياة قد تجعلنا نتغير و نغير بعض صفاتنا الشخصية لتتناسب مع واقع الحياة ، والحب من الأمور التي تجعل الإنسان يغير من شخصيته ليناسب الحبيب .