غالبا نعم ستطغى المتعة على أي متاعب ناتجة عن السفر.
لكن، برأيي أنه يجب أولا توضيح الهدف من السفر لأن الهدف هو العامل الأساسي من درجة المتعة التي ستحصل عليها وما إذا كانت ستطغى على متاعب السفر أم لا.
فعلى سبيل المثال، ومن واقع تجربتي الشخصية، فقد سافرت في مرة إلى أمريكا وكان الهدف الأساسي رحلة علاجية، لكن ولأني لم أكن على علم واضح حول متى يمكنني، من الناحية الطبية، حجز رحلة العودة للأردن وكان معي إمكانية الغياب عن العمل مدة شهر ونصف، وبالفعل قررت البقاء هناك هذه المدة.
ومن حسن حظي أن الغرض العلاجي الذي ذهبت من أجله انتهى خلال اسبوعين تقريبا، وبقي فقط مراجعات متباعدة مع المستشفى، أي أنه بعد أسبوعين أصبح بمقدوري الخروج من المستشفى والمكوث في شقة صغيرة قمت باستئجارها.
هذا الأمر منحني حوالي شهر كامل من متعة السفر يتخللها بعض المواعيد مع المستشفى للاطمئنان. أذكر وقتها أن متعة السفر قد طغت حتى على متاعب فترة العلاج.
وبهذا فأنا أؤكد لك أن السفر لو كان لهدف جميل فتأكد أنك مهما تعرضت لمتاعب جسدية وإرهاق فمتعة السفر ستطغى على هذا الأمر بالتأكيد.
وأود الإشارة هنا إلى أن متعة السفر ستكون حاضرة حتى وإن سافرت لبلد أقل تطورا من البلد التي تعيش فيها، بل إن متعة السفر ستكون حاضرة أيضا في السفر الداخلي، فالإنسان يحتاج للتغيير كلما سنحت له الفرصة صحيا وماديا.