هل بإمكانك إخباري عن رواية أو كتاب قاموا بالتأثير على حياتك ؟

1 إجابات
profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٠٥ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
     إنني أؤمن دائمًا أن لا كتاب نقرأه إلا ويترك أثرًا فينا. فبغض النظر عن النوع والحجم والكمية، إلا أن الفرد يفوز بشيء عند كل كلمةٍ يقرأها. وحتى وإن كان كتابًا سيئًا؛ وهو أمرٌ نادر الحدوث، إلا أنه يعلّم القارئ كيف يكون الكتاب السيء وكيف يبدو الجيد. وهكذا؛ فإن أي عملية قراءة هي استثمارٌ ناجحٌ وخطوة صعودٍ في سلّم الحياة.

     إن أردت الحديث عن كتاب أثّر على حياتي فسأحتاج الكثير من الوقت لسرد الكثير من الأسماء. لكنني سأكتفي هنا باختيارٍ واحدٍ، إلا أن غيره لا يقل أهميًة عنه.

     السبب الأول لجعلي أختار هذه الرواية هو أنها روايتي الأولى، إذ أنها كانت البوابة الصغيرة التي أخذت بيدي نحو حب قراءة الأدب العالمي والخوض في غماره. هي رواية "مدام بوفاري"، وكانت الرواية الأولى لمؤلفها جوستاف فلوبير.

     السبب الثاني الذي اكسب هذه الرواية أهميتها لدي هي محورها الذي من الطبيعي أن يؤثر على حياة كل شخص فينا، لما يحمله من أهمية وواقعية جعلت الأحداث تلمس دواخلنا بسهولة. ولا أظن أن هنالك من يقرأ هذه العمل ولا يتعلم منه الكثير.

     تدور أحداث الرواية حول بطلتها الشابة إيما وزوجها الطبيب شارل بوفاري.

     تبدأ القصة بسرد سريع لأحداث حياة شارل بوفاري المأساوية. حيث بدأت مع دخوله المدرسة في سن متقدمة عن سن زملائه، فلاقى الكثير من الاستهزاء منهم على مدى الفترة التي قضاها في المدرسة الداخلية.

     أكمل شارل دراسته للطب، ثم تزوج العروس التي اختارتها أمه له، أرملة ثرية تكبره كثيرًا بالعمر. بعد مدة، توفت زوجته إثر مرضٍ كانت تعاني منه. والتقى بعد فترة بفتاة كانت ابنًة لأحد مرضاه. كانت صغيرة وعاطفية وشغوفة، أحبته وتزوجته. كانت هذه هي إيما بوفاري، التي تحلم دائمًا بعلاقةٍ عاطفيةٍ، إلا أنها لم تجد ذلك بزواجها من شارل، وجدت أن أحلامها عن الزواج كانت مختلفة تمامًا، حيث عانت مع أمور تدبير المنزل، والاقتصاد بالمصروف. ولطالما كانت تفشل في إيقاظ المشاعر عند شارل.

     أنجبت إيما فتاةً بعد فترة، وانتقلت هي وشارل إلى منزلٍ آخر بسبب مرضٍ ألمّ بها. وهناك، التقت بالشاب ليون الذي لفت نظرها وقلبها، وكان هو معجبًا بها أيضًا، إلا أن الواقع لم يكن حليفًا لهما. 

     راحت إيما مع مرور الوقت تطمع بالثراء والغنى والحفلات المخملية. وأدّى بها كل هذا إلى أن تتعامل مع تاجرٍ ليجلب لها ما تهوى ببذخ. ثم تراها تدخل مرة أخرى في علاقة حميمة مع رجلٍ آخر من نبلاء القوم، فيأسرها تعامله الرائع والعاطفي معها. إلا أنه يملّ منها بعد فترة ويبعدها عنه بحجّة كلام الناس.

     وتعود وتلتقي بـ ليون مرة أخرى، وتكرر خيانتها لزوجها معه. لكن ليون يتركها، وتتراكم ديونها للتاجر. وإذ كان الأخير يعلم بأمر علاقاتها تلك، فيبتزّها بأموال زوجها حتى تصل إلى مرحلةٍ تقرّر بها قتل نفسها.

     تموت إيما. ويكتشف زوجها بعد سنوات خياناتها عندما يرى رسائل العشق خاصتها، فيموت شارل. ثم ابنتهم تلك، التي لم تحظى حتى بنصيبٍ من الجمال، تتشرد وتعمل في مصنعٍ مزرٍ مع خالتها.


  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 4 شخص بتأييد الإجابة