كأي علم آخر، فإن علم اللغويات زاخر بالكثير من المجالات الفرعية التي تم دراستها والبحث فيها لأهميتها البالغة في تطور هذا العلم وتأثيره المباشر على جوانب كثيرة. لذا إن كنت تعتقد غير ذلك، فأنت مخطئ تماما. إذ يضم علم اللغويات علوم عديدة كعلم الصرف، وعلم النحو، وعلم الصوتيات، وعلم اللغة الاجتماعي، وعلم اللغة التطبيقي، وعلم اللغة النفسي… إلخ.
كان العالم السويسري الشهير
فرديناند دي سوسير أو
فرديناند دي سوسور(
1857 -
1913)، يعتبر بمثابة الأب للمدرسة
البنيوية في
علم اللسانيات. بينما اعتبره الكثير من الباحثين
مؤسس علم اللغة الحديث. اتجه بفكره نحو دراسة اللغة بشكل مختلف، حيث كانت تدرس سابقًا بشكل
تاريخي، اتخذ هو الدراسة
الوصفية لها باعتبارها ظاهرة اجتماعية.
ولتوضيح الفرق بين مفهوم علم اجتماع اللغة/ اللغويات وبين علم نفس اللغة/ اللغويات فإنه ينبغي بدايةً توضيح المفهومين.
إن علم اجتماع اللغة ما هو إلا دراسة العلاقة بين اللغة والمجتمع(1). والجدير بالذكر أن هناك ارتباطا مع علم اللغة الاجتماعي الذي يُعنى بالتأثيرات التي تسببها اللغة على المجتمع. بالنسبة للمفهوم الأول فإن المجتمع هو موضوع الدراسة ، في حين أن اللغة بالنسبة للمفهوم الآخر هي موضوع الدراسة.
أما بما يعنيه مصطلح علم نفس اللغة أو علم اللغة النفسي؛ فهو دراسة للعلاقة المتبادلة بين اللغة والجوانب النفسية(2). ويركز على آليات تمثيل اللغة في الدماغ، أي تلك الجوانب النفسية والعصبية التي تمكّن البشر من اكتساب اللغة واستخدامها وانتاجها وفهمها(3).
يهتم علم اجتماع اللغة بفهم الطريقة التي تتأثر بها النشاطات الاجتماعية عن طريق لغة الفرد أو المجموعات في المجتمع. بينما يسعى علم نفس اللغة إلى فهم العمليات المعرفية اللازمة لإنتاج التركيبات اللغوية، كما أنها تركز على إدراك المستمع لهذه التركيبات.
تم تأسيس علم اجتماع اللغة على يد اللغوي الأمريكي ويليام لابوف، حيث كان أستاذًا في علم اللغة في جامعة بنسيلفانيا. بينما كان أول من استخدم مصطلح "علم النفس اللغوي" هو عالم النفس البارز جاكوب كانتور في عام 1936(4). ثم ظهر مصطلح "علم اللغة النفسي" عام 1946 من آخرين، وتعرض منذ ذاك الوقت للبحث والدراسة.