تُخيف القوارض وتحديدًا الجرذان، كثيرًا من الناس بسبب مظهرها المقزز وسمعتها السيئة التي ترتبط بالأمراض، ورغم ذلك يربط كثيرون بين الجرذ والذكاء، بل تجاوزه الأمر إلى حدّ صُوّر في بعض أعمال هيولييود والرسوم المتحركة، كأنه سيحكم العالم في يوم ما، فهل الجرذان حقًا كائنات ذكية؟
إذا ما عرّفنا الذكاء بالإدراك واستخدام العقل بحل المشاكل التي تواجه الكائن الحي، فالجرذان أبدًا ليست ذكية؛ لأنها تقع في الشرك الذي ينصبه لها أحد علماء الأحياء ليقوم بتجاربه عليها، أما في حال اعتبرنا الذكاء القدرة على التعاطي مع المحيط ومبادلة ردّات الفعل، فالإجابة ستكون نعم.
علامات تدل على ذكاء الجرذان
- روابط اجتماعية: يُصدر الجرذ صوتًا يمكنه من التواصل غيره من الجرذان، وغالبًا ما يكون صوت الجرذ ذو تردد عالٍ، وهو ما يمنع البشر من سماعه، وقد أثبتت التجارب، بأن الجرذان تستخدم أصواتها للتعرف على عائلاتها وإقامة علاقات صداقة مع الجرذان الأخرى، إلا أن هذا السلوك الغريزي لا يدل على الذكاء، ولكنّه كذلك عندما تعلم أن الجرذان قادرة على الارتباط مع البشر وإقامة علاقات أليفة معهم، وتستمتع هذه القوارض بالدغدغة أو التدليك.
- قابلة للتعلم: تُعد الجرذان الكائن المفضل لعلماء المختبرات لإقامة التجارب العملية عليها، حيث تقوم دراسات حديثة بدراسة سلوك الفأر تجاه متغيرات عدة يتم إسقاطها لاحقًا على البشر، وقد اكتسب الجرذ هذه المكانة ليس لأنه أقل قيمة من باقي الكائنات عند منظمات حقوق الحيوان، ولكن لقدرته على التعلم والتدرّب، حيث أظهر براعة من خلال تجارب مثل جلب الكرة، أو القفز خلال طوقٍ، فضلًا عن المشي على قضيب مستقيم وسرعة استجابته للنداء.
- لا تخذل أصدقائها: أظهرت دراسة نُشرها فريق بحث من المركز الهولندي للعلوم العصبية، أن الجرذان تتجنب أن توقع الأذى برفاقها، وبحسب الدراسة فقد ظهر بأن هناك أمكنة في دماغ الجرذان تمامًا مثل أدمغة البشر، تحول بينها وبين ارتكاب الأفعال التي تضر بالمجتمع وتحديدًا الأصدقاء، وقد رافق هذه الدراسة أمثلة أخرى تُظهر أن الجرذ لا يخذل صديقه إذا ما وقع في شرك ما، حيث يحاول أن يخلصه.
- الحذر الشديد: تتصف الجرذان بأنها حذرة جدًا أثناء تنقلها، حيث أنها نادرًا ما تتنقل في وضح النهار، وظهورها في هذه الأوقات يدل على أنها تنتشر ضمن مجموعة كبيرة؛ لأنها غالبًا ما تختار الخروج في جماعات بحثًا عن الطعام، وما يدل على حذرها وحدسها الذي يجاري كثيرًا من الكائنات الأخرى، هو تقدم أكبرها نحو قطعة الطعام، وفي حال حصل ضرر له، كأن يقع في مصيدة، لا تكمل باقي الجرذان طريقها، بل ولا تعود غالبًا إلى ذات المكان.
279 مشاهدة
