أغلب الباحثين يعتبرون أن التنين حيوان أسطوري خرافي لا وجود له سوى في الأساطير المروية وإن اختلفت رمزيته، بينما يزعم البعض الآخر أنه حيوان حقيقي وهو نوع من الزواحف ذوات الدم الدافئ التي تستطيع أن تتحكم في درجة حرارة أجسامها داخلياً كما في الديناصورات المنقرضة على عكس الزواحف الحالية كالتمساح والأفاعي والسحالي من ذوات الدم البارد، وهذه الخاصية تسمح لحيوان التنين بالتكيف مع الظروف المناخية المختلفة في الشتاء والصيف سواء صباحاً أو مساءً.
التنين في التوراة
ورد ذكر التنين في مواضع عديدة من التوراة، ففي سفر التكوين أن التنانين شأنها شأن المخلوقات الأخرى: " فخلق الله التنانين العظام وكل ذوات الانفس الحية الدبابة التي فاضت بها المياه كأجناسها وكل طائر ذي جناح كجنسه ورأى الله ذلك أنه حسن". (سفر التكوين - إصحاح 1)
وفي العهد الجديد من رؤيا يوحنا اللاهوتي ورد ذكر تنين بـ 7 رؤوس و 10 قرون كدلالة على اقتراب نهاية العالم أو علامات الساعة، حيث أن ذلك الوحش يجسد الشيطان في المعركة النهاية والحاسمة بين الخير والشر.
كما ورد أيضاً: "وظهرت آية عظيمة في السماء، إمرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكباً وهي حبلى تصرخ متمخضة ومتوجعة لتلد. وظهرت آية أخرى في السماء هذا تنين عظيم أحمر له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى رؤوسه سبعة تيجان. وذنبه يجر ثلث نجوم السماء فطرحها إلى الأرض. والتنين وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت فولدت ابناً ذكراً عتيداً أن يرعى جميع الأمم بعصاً من حديد واختطف ولدها إلى الله وإلى عرشه" (رؤيا يوحنا اللاهوتي- إصحاح 12).
يقول المشككون
التنين مخلوق الأسطوري لا يتعدى كونه مخلوقاً من المخلوقات التي تزخر بها القصص الخرافية، على غرار ما نراه في كائنات أسطورية أخرى كـ الهيدرا أو اليوني كورن Unicorn (حصان بقرن واحد عند جبهته) أو الجرجونات (كالميدوسا، بهيئة امرأة شعرها من الافاعي وذنبها كالأفعى) أو انه ربما يكون نوع من المخلوقات المنقرضة ولكن القدماء قد بالغوا في وصفه وجعلوا له جناحين وزعموا انه ينفث النار من فمه على سبيل سرد القصص والحكايات عن هذا المخلوق.
وفي الواقع السبب الذي دفع الباحثين لدراسة فيما إذا كان التنين حيوان أسطوري أم حقيقي هو ذلك الانتشار الرهيب الذي يحظى به التنين في العالم من الشرق إلى الغرب، حيث لا تخلو ثقافة من قصة عن التنين ذلك الوحش الرهيب الدموي الذي ينفث النار من فمه - حتى في الكنيسة توجد صورة القديس مار جرجس وهو يطعن تنيناً بالحربة، ويعرف بعلم دراسة التنانين أو دراجونولوجي.
وكعادة الباحثين الذين انبهروا بهذه القصص والحكايات واخذوا يبحثون عن بصيص أمل لكي يتحققوا من وجود هذا المخلوق لكن المشككين يؤكدون أنه لا وجود لهذا الأمل لأنه حيوان خرافي لم يرد ذكره إلا في الاساطير!