لعلّك عزيزي القارئ تدرك جيّداً مدى أهمّية الرياضيّات في حياتنا فلو ذهبت إلى البقالة لتشتري فلابدّ أن تستعمل عملية الجمع أو الطرح لتدفع ثمن شرائك أو حتّى تسترجع ما تبقّى، لديك من نقود وهناك عمليّات حسابية بسيطة تستطيع أن تقوم بها بلا جهد أو حتّى بدون آلة حاسبه، وهناك عمليّات حسابية معقدة تحتاج إلى التفكير وبذل مجهود كبير حتّى تستطيع حلّها ولكنّك بالمقابل لا تستطيع أن تصبح بارعاً في الرياضيّات دون أن تتدرّب فالمسائل المعقّدة تحتاج إلى التدريب المستمرّ حتّى تصبح سهلة، والتدريب المستمرّ يجعلك محترفاً في الرياضيّات ويزيد من مهارتك.
تشكّل مادّة الرياضيّات تحدّياً لمعظم الطلّاب حتّى أصبح الاعتقاد أنه عبقريّ من يستطيع أن يتقنها، ولكن لا شيء صعب فعندما تتمرّن كثيراً على مسائل رياضيّة وتتوسّع في معرفة أساسيات الرياضيّات وتستمرّ في فهم المسائل الرياضيّة والبحث عن حلول هذه المسائل تصبح مختلفاً في الرياضيّات ويصبح عقلك أكثر فهماً وتصبح أكثر سرعة في إيجاد الحلول، فهي ممارسة كلّما داومت على الدراسة ومتابعة حلّ الواجبات أصبحت أكثر خبرة وأكثر براعة أيّها الطالب.
قام الإنسان منذ القدم بالبحث والاستكشاف لمعرفة العديد من العلوم ومنها علم الرياضيّات، حيث قام العديد من العلماء بدراسة الأرقام واكتشاف النظريّات ووضع قوانين تسهّل حلّ مسائل الرياضيّات ومن هؤلاء العلماء:
- الخوارزميّ: وهو أول عالم رياضيّات وفلك اسمه أبو عبد الله محمّد بن موسى الخوارزميّ، وهو أول من أدخلّ الأرقام العربيّة على أسس أنظمّة الترقيم الهنديّة العربيّة وقد برع الخوارزميّ في الرياضيّات وخاصّة فرعي الجبر والحساب، واستعمل العدد صفر وساعد ذلك على تطوير النظام العشريّ في عمليّتي الجمع والطرح وقد استعمل العدد صفر بهدف تكوين مجموعة الأعداد الطبيعيّة.
- ابن سينا: قام ابن سينا بتقسيم الحساب الى الجبر والى العمليّات الحسابيّة من جمع وطرح وضرب.
- إقليدس: ساهم العالم إقليدس في تطوير علم الرياضيّات وخاصّة الأعداد الأوّليّة، وقدّم مشروحات للأعداد الأوّليّة وقدّم برهاناً يثبت لانهائيّة الأعداد الأوّليّة ووضّح بأنّ العدد الأوليّ هو العدد واحد (1) دون وجود باقي مع ذكر أمثلة على ذلك.
- عمر الخيّام: وسمّي بالخيام لأنّه كان يعمل في صنّاعة الخيّام وبيعها، وبرع عمر الخيّام في علم الرياضيّات حيث أبدع في الجبر وبرع في الهندسة والهندسة التحليليّة واستطاع فكّ المقدار الجبريّ.
- فيثاغورس: ولد في جزيرة ساموس قبالة شواطئ الأناضول وساهم في تطوير علم الرياضيّات إلى حد بعيد، ووضع الكثير من القواعد في علم الرياضيّات وهناك إنجازات كثيرة قدّمها فيثاغورس في علم الرياضيّات ومنها نظرية فيثاغورس والّتي سمّيت باسمه والتي تحمل اسمه إلى اليوم
وهناك طرق عديدة لدراسة الرياضيّات:
- حلّ أمثله: فبعد قراءة الدرس يجب حلّ أمثله عليه حتّى تتمكّن من فهم المسألة.
- عدم الانتقال إلى موضوع لم تملك جميع نوافذه ولم يتقنها، فيجب فهم الدرس جيّداً من ثمّ الانتقال إلى درس آخر لأنّ مادّة الرياضيّات مادّة تراكميه وتسلسليه مترابطة مع بعضها البعض، فلا تستطيع أن تترك الأساسيّات كالجمع والطرح فيجب أن تتقن الجمع والطرح حتّى تستطيع فهم ما يليه أو ما يتبعه من دروس.
- المكان الهادئ: فالمكان الهادئ يساعد على التركيز وتجميع الأفكار.
- الحفاظ على الحلّ بشكل منتظم: عند الحلّ بشكل منتظم وترتيب الخطوات كلّ خطوه وحدها تستطيع الرجوع إلى الحلّ واستذكار كيفيّة حلّه.
تشكّلت أساسيّات الرياضيّات في الحضارات القديمة مثل الحضارة الفرعونيّة والحضارة البابليّة، فقد كانوا في البداية يستخدمون العدّ على أصابع اليد لعدّ البضائع حتّى الرقم (10) وكانوا يستخدمون الصدف والحجارة للإشارة إلى الأرقام الّتي تزيد عن (10), وكان الإنسان في كلّ مرّة يكتشف مرحّلة جديدة من العدّ حتّى تطوّر علم الرياضيّات إلى نظريّات وعمليّات حسابية وهندسيّة، حيث أصبح علم الرياضيّات علماً منظّماً بحدّ ذاته خلال فترة وجود العالم فيثاغورس خلال الحضارة اليونانيّة.
ساهم من العرب والمسلمين في الرياضيّات فهناك العديد من الإنجازات الّتي انتشرت حول العالم من خلال توسّع الدولة الإسلاميّة وأهمّ هذه الإنجازات:
- الجبر: وهو علم عربيّ وقد قام الخوارزميّ بتسمّيه الجبر بهذا الاسم، وهو أحد أهم فروع الرياضيّات ويقوم هذا العلم على نظام المعادلات الّتي تتكوّن من مجموعة من المتغيّرات والثوابت.
- الترقيم العربيّ: ومن أبرزّ الإسهامات العربيّة في علم الرياضيّات أنه تمّ اعتبار الصفر كرقم، وتوسيع مفهوم الترقيم ونشره والاعتماد على الأرقام الهنديّة في الترقيم.