عزيزي السائل بعد البحث والاطلاع، ومن حكم خبرتي استنتجت أنّ نظرتنا للأشياء باعتبارها جميلة أو قبيحة أمر يعود إلى ذائقتنا، وترتبط الذائقة غالباً بالوعي الشخصي، والوعي المجتمعي.
وكي تفهم هذا سأشرحه لك من خلال هذا المثال: قد يحب شخص اللون الأحمر لارتباطه بحديقة بيته التي تحتوي على الكثير من الورود الحمراء، وترتبط تلك الحديقة بذكريات طفولته الجميلة ووالدته التي كانت تهتم بتلك الورود والتي يحبها كثيرًا.
في المقابل قد يحب شخص ما اللون الأحمر لأنّه يرمز للحب حسب ما هو متداول في الوعي المجتمعي، أيّ حسب النظرة التي اعتاد مجتمعه تشكيلها عن هذا اللون، لهذا نجد أنّ دلالات الألوان مختلفة بين المجتمعات.
إنّ الإحساس بالجمال وتنمية الشعور به قد يكون أمراً واعيًا أو لا واعيًا، لكنه حتمًا أمرًا قابل للتدريب بتعويد النفس على النظر في الموجودات، فيمكن للشخص تطوير إحساسه بالألوان من خلال ملاحظتها في الطبيعة أو ملاحظتها بالفنون البصرية كالرسم، وغير ذلك.
تذكر أنّ هناك الكثير من الأفكار التي نكونها عن الأشياء (ومن هذه الأفكار الحكم بالجمال على شيء معين) مرتبطة بالحواس، وليس بالضرورة أن ترتبط الأشياء البصرية بحاسة البصر، حيث إنّ الأشخاص المكفوفين يربطون الألوان باللمس، أو الرائحة، أو الطعم، فقد يحب شخص مكفوف اللون الأحمر لأنه يرتبط بالفراولة حلوة المذاق، التي أخبره الآخرون أن لونها أحمر.
فالأفكار عن الأشياء يا عزيزي مرتبطة أيضاً بمشاعرنا اتجاهها، وتتكون المشاعر من مزيج من الانطباعات التي تتكون بفعل الحواس والذكريات الشخصية، بالإضافة إلى الأفكار المتناقلة عبر المجتمع، فقد يكره شخص اللون الأسود لأنه يعبّر عن الموت والحداد في مجتمعه، وقد يحب آخر هذا اللون لأنه يذكره بالليل، والليل بالنسبة له وقت الهدوء والسكينة.