ما أفهمه أنا عن الحياة هو بأنّ الله يختبرك في حرّيتك في ظروف وعوامل أوجبها عليك, فهو أوجب عليك جنسك وعائلتك وقوتك وذكاءك , ويريد أن يرى قراراتك ضمن هذه العوامل والمحددات, فالذي أعطاه الله عقلًا ليس كم لا عقل له, ومن فتح الله عليه بالقوة ليس كالمريض, وبكثير من الأحوال يجتمع الرزق بالابتلاء, لقوله تعالى: فأمّا الإنسان إذا ما ابتلاه ربّه فأكرمه ونعّمه فيقول ربّي أكرمن, وأما إذا ما اتبلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربّي أهانن", وحدّد الله حريّة الإنسان أيضا بسننٍ كونية ينال فيها مُراده ويتأثر تِبعاً لها, والرزق المادي إمّا أن يناله الإنسان بسنن الله تعالى هذه, أو يناله بقدره الذي أوجبه عليه كورثةٍ يرثها, أو أنّه من ضمن عائلة ما, أو أحيانا بفرصٍ تكون مشروطة بمدى اغتنام الفرد لهذه الفرص, فينال رزقها أو يضيع عليه, سواء كان بمالٍ أو منصبٍ أو صداقات ومعارف, وحتّى الحب قال عليه السلام إنّي رُزقت حبّها..
والأمر تماما يجري في الثواب والأجور على الأعمال الصالحة, لذلك توصيات الرسول كانت بأن يتعرض الإنسان لنفحات الله ويغتنم الطاعات ويتحرّى أوقات الاستجابة وكل ذلك رزق أيضا, والتوفيق لطاعة رزق, وربّنا الواسع يمدّ الإنسان حسب ما "يسعى" له.