هل اختيار كاتب مفضل يؤثر على مسيرتي القرائية؟

2 إجابات
profile/أحمد-حمود-أواه
أحمد حمود أواه
كاتب ومدون موريتاني في انواكشوط (٢٠٢٠-حالياً)
.
١٠ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لا أرى ذلك على الإطلاق.فالأمر أشبه بمن يفضل نوعا من الغذاء،لكنه لا يمكن أن يستغني عن بقية الأصناف،وإلا حرم نفسه من الطيبات،وقد يتسبب في إيذاء نفسه.
ولك أن تتخيل قارئا لا يتجاوز كاتبا واحدا إلى غيره.فهل يمكنني أن أحبس نفسي في تراث الجاحظ،دون أن أقرأ للتوحيدي،أو المتنبي؟لعل هذا مناف للحكمة والتبصر.
ثم إن كل كاتب مكمل لغيره؛فالمعرفة وعاء كبير يتسع للكثير.
 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 5 شخص بتأييد الإجابة
profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
١١ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
     إن الإجابة التي تنتظرها تعتمد على أمر مهم، وهو إن كنت بتفضيلك لهذا الكاتب تهمل القراءة لكتّاب آخرين، أم أنك فقط تشعر بسعادة أكبر عند قراءتك لأعمال كاتبك المفضل دون تحيزك له والتوقف عن الاستمتاع بأعمال أخرى.


     لهذا الأمر جوانب عديدة، ولن يكون الأمر سيئًا إن كنت منتبهًا لأهمية كل عمل وكل كاتب كما يجب. فجميعنا بلا شك نحب كاتبًا معينًا دونًا عن كثيرٍ آخرين، ولكن تعاملنا مع ذلك التفضيل يختلف من شخص لآخر.


     أحيانًا ما يكون تحديدك لكاتب واحد ووضعه برأس قائمتك كمؤلف مميز يجبرك على المقارنة -حتى وإن كانت بشكلٍ غير واعٍ- مع باقي من تقرأ لهم. ستعتبر ما يملك من معايير هي المعايير التي أقل ما يقال عنها مثالية -من وجهة نظرك، وربما ستصل لمرحلة تأثرك بأفكاره وآراءه، وربما لن تجد ما يرضيك مهما بحثت.


     إن السبب في كل ما سبق ليس لأن هذا الكاتب هو الأفضل على الإطلاق، بل من المحتمل أن يكون الواقع غير أو عكس ذلك. فمثلًا من الممكن أن تكون اتفقت معه في عدة آراء في البداية، أو أعجبتك عدة أعمال له في بادئ الأمر، وتكون قد بدأت بالميل لاعتباره كاتبك المفضل. ثم ستجد نفسك متمسكًا بكل فكرة ورأي يطرحه، دون التفكير بصحته أو منطقيته. وذلك فقط لاتفاقك معه في بعض الآراء في البداية.


     المشكلة ستكون كبيرة حقًا إن بدأت تجد أي كاتب آخر أقل من كاتبك المفضل بكثير، ثم تدريجيًا تبدأ بالتوقف عن قراءة كل من يحمل فكر أو رأي مخالف. يلي ذلك وصولك لمرحلة التوقف عن قراءة أي عمل لأي مؤلف آخر. أو أن تقرأ لكن بفكرٍ منغلق، لا يتقبل أي رأي آخر. أو أن تقرأ بغرض الهجوم، وتأخذ بمهاجمة فعلية لكل قارئ آخر وكل محبينه.


     في هذا أن لا تفعل شيئًا سوى تفويت المتعة الكبيرة في قراءة الكثير من الأعمال، وكذلك فرصة التعرف على آراء مختلفة. ربما أيضًا كان من الممكن أن تجد أفكارًا وآراءًا مثبتة قوية أخرى، إلا أنك انقطعت عن القراءة ظنًا منك أن الحق لا يعود إلى مؤلفك المفضل.


     وهذا الأمر ينطبق على الأدباء والشعراء، وليس فقط على أولئك الذين هم من رجال السياسة أو الفلسفة أو كل من هم يعنون بالأفكار والآراء المباشرة.


     بالطبع ليس هنالك أي خطأ في تحديد كاتبٍ مفضل، إلا أن الأمر يكمن في طريقة تعاملك مع ذلك. لا يمكنك أن تسمح لتفضيلك هذا بأن يبعدك عن الكثير من الكتب والآراء المفيدة الأخرى. بل اكتفِ بتحديد ذوق معين في القراءة يعجبك أكثر من غيره ولا يمنعك عن الاطلاع على غيره. جميعنا نعرف أن لنا جميعًا في قلوبنا مؤلف محدد، لكن على الأمر أن يبقى تحت السيطرة  دائمًا.

 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة