هل أشار القرآن إلى تحديد نوع الجنين؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٩ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 نعم لقد أشار القرآن الكريم في محكم آياته عن تحديد نوع الجنين سواء كان ذكراً أم أنثى،

قال الله تعالى في سورة القيامة: (ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى) سورة القيامة: 38-39
كما قال الله تعالى (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى * مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى) سورة النجم: 45-46.

فالله سبحانه وتعالى يعلم ما في الأرحام وهو الذي يصور الحمل في الأرحام كيف يشاء، فيجعل لمن يشاء الذكور ويجعل لمن يشاء الإناث.
 وقد أشار القرآن الكريم بقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) سورة آل عمران آية /6.

كما قال تعالى: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِير}
سورة الشورى آية / 49-50.

- فقد بينت لنا هذه الآيات الكريمة بأن الله وحده لا شريك هو وحده له ملك السماوات والأرض، وأنه الذي يخلق ما يشاء وما يريد، فكما أن الله العلي القدير هو الذي يصور الحمل في الأرحام كيف يشاء ومتى ما شاء من ذكر أو أنثى، في صوره كيف يشاء وفي أي حال شاء من تمام أو نقصان ومن جمال وحسن أو قبح ودمامة إلى غير ذلك من أحوال الجنين.

- أما من يزعم بأن الطب قد تقدم في ذلك ويستطيع العلم أن يقوى على أن يحدد نوع الجنين من ذكر أو أنثى فهذا الكلام غير صحيح وباطل وهذا الادعاء كاذب.
فالله تعالى إذا أراد أن يكون ذكرا كان ذكرا وإن شاء أن تكون أنثى كانت أنثى بقدرة وعلم الله تعالى.

- ولكن لربما يستطيع العلم والأطباء أن يتحروا عن كيفية وزمن الإخصاب، رجاء الحمل، وقد يتم له ما أراد بتقدير الله، وقد يتخلف ما أراد وذلك لنقص في السبب، أو لوجود مانع من عقم أو ابتلاء من الله لعبده.

- والتلقيح يكون بأمر كوني ليس إلى المكلف أكثر من فعله بإذن الله. وأما كيفية تسخيره وتصريفه وتدبيره فيكون بأمر الله وحده لا شريك له.

- وننوه إلى أن اكتشاف المراحل المتتابعة التي يمر بها الجنين في رحم أمّه من المسائل العلمية المعقدة والصعبة في علم الأجنّة، خصوصا في الأسابيع الأولى من الحمل، ولعدم تطورات تقنية للفحص داخل الرحم، إضافة إلى عدم الإدراك الصحيح لسنوات طويلة قبل اكتشاف المجهر لدور كل من الذكر والأنثى في تكوين الجنين.

- ولكن نرى بأن القرآن الكريم الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد بين لنا الأطوار التي يمر بها الجنين داخل الرحم، ويقدّم لنا مسميات ومصطلحات علمية دقيقة تصف المظهر الخارجي، وأهم العمليات والأحداث الداخلية لكل مرحلة.
- وبعد زمن طويل وتطور للعلم أثبت العلماء علم الأجنّة والكائنات الدقيقة واستطاعوا أن يحددوا نوع الجنين، وكانت النتائج التي توصل إليها العلم أن نوع الحيوان المنوي الذي يلقّح البويضة هو المسؤول عن نوع الجنين، فالبويضة تحمل كروموسوم (X)، أما الحيوانات المنوية فنصفها يحمل كروموسوم (Y) والنصف الآخر يحمل كروموسوم (X). فإذا لقّح البويضة حيوان منوي يحمل كروموسوم (Y) فإن الجنين يكون ذكرًا، أما إذا لقح البويضة حيوان منوي يحمل كروموسوم (X) فإن الجنين سيكون أنثى.

وهذه الحقائق العلمية العجيبة قد أشار إليها القرآن بدقة في زمن كان العالم كلّه يجهلها تمامًا، فقديما كان العلماء يعتقدون بأن الجنين يتخلّق من دم حيض المرأة، وأن جنس الجنين تحدده خلايا الأم، أو على الأقل تحدده خلايا الأب والأم مجتمعة، حيث ظل هذا الاعتقاد رائجًا حتى اختراع المجهر في القرن السابع عشر.

ولمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع راجع الموقع التالي (طريق القرآن)

والله تعالى أعلم.