لقمان الحكيم ليس نبي وإنما هو رجل صالح اسمه لقمان بن عنقاء بن سدون ، وقد ذكره الله تعالى في كتابه فقال : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) سورة لقمان 13
- و كان له صفات كثيرة تتجاوز 17 صفة
- كان عبداً أسود
- كان نجاراً
- قصيراً
- أفطس
- غليظ الشفتين
- مصفح القدمين
- أعطاه الله الحكمة
- أنه من سادات السودان والحبشة
- كان رجلا كثير الصمت
- طويل التفكير
- عميق النظر
- لم ينم نهاراً قط
- ولميره أحد يبزق ولا يتنحنح ولا يبول ولا يتغوط ولا يغتسل ولا يعبث ولا يضحك
- كان لا يعيد كلام تكلم به
- وكان يأتي الحكماء .
- كان صادقا في حديثه
- كان حافظاً للأمانة
- وقيل : أن الله تعالى خير بين الحكمة والنبوة ، فأختار الحكمة على النبوة ، فأتاه جبريل وهو نائمفذر عليه الحكمة فأصبح ينطق بها .
- وقيل أنمن أولا ( آزر ) وأنه عاش ألف عام! وكان يفتي الناس قبل داود عليه السلام ، فلما بُعث داود توقف عن الفتوى .
- وقيل أنه كان قاضياً لبني إسرائيل ، وأنه نودي بالخلافة قبل داود عليه السلام فرفض الخلافة وأختار الحكمة .
- أما بخصوص وصايا لقمان الحكيم فهي تتمحور حول أمور الدين كله ،ولخصها له في ثلاثة محاور :
- المحور الأول : الأمر بتصحيح العقيدة ، وتعليم ولده العقيدة ، وأهمية التوحيد ، وخطورة الشرك ، والولاء والبراء في الدين ، وبيان قدرة الله تعالى : وذلك في قوله : ( وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * )
- المحور الثاني : الأمر بتصحيح العبادة : وذلك في قوله تعالى : ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ )
- ومن أهم الأمور في العبادة :
- إقامة الصلاة بشروطها وأركانها وخشوعها والمحافظة عليها وآثارها في الحياة بالنهي عن الفحشاء والمنكر .
- كذلك من خلال شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو ركن عظيم في ديننا ، وهو صمام الأمان والبقاء والنجاة لهذه الأمة ،ولا تبلغ الأمة درجة الخيرية إلا من خلاله لقوله تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ...) سورة آل عمران 110 .
- كذلك الصبر على تحمل الأذى في سبيل الدعوة إلى الله تعالى . قال تعالى : ( وأصبر على ما أصابك ) دلالة على أن الصبر مفتاح الفرج وهو صفة من صفات الداعية الناجح في دعوته .
- المحور الثالث : الأمر بتصحيح الأخلاق : قال الله تعالى :( وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ )
- ومن أهم الأمور الأخلاقية هي :
- النهي عن التكبر .
- الإعتدال في المشي .
- الإغضاض من الصوت .
وعليه : فإن خلاصة وصايا لقمان لإبنه تتمثل في النقاط التالية :
1- الأمر ببر الوالدين .
2- الشكر لله ثم للوالدين .
3- مصاحبة الوالدين في الدنيا بالمعروف .
4- إتباع سبيل الأنبياء والصالحين والمصلحين .
5- إقامة الصلاة .
6- الأمر بالمعروف .
7- النهي عن المنكر .
8- الإعتدال في المشي ,
9- إخفاض الصوت .
10- النهي عن الشرك .
11- النهي عن تصعير الخد ( التكبر )
12- النهي عن المشي مرحاً .
- ووقفة أخيره من خلال هذه القصة في قوله تعالى ( وإذ قال لقمان لإبنه وهو يعظه )
فكلمة يعظه ( فعل مضارع يفيد التجدد والإستمرارية ) أي كان يعظه بإستمرار ، وهذا يعطينا درساً هاماً في تربية الأبناء وهو إستمرارية موعظتهم ومراقبتهم وتربيتهم ونصحهم بالأسلوب الطيب وبالطريقة المناسبة في الوقت المناسب .