صن النفس واحملها على ما يزينهـا
تعش سالمـاً والقـول فيـك جميل
ولا ترين الناس إلا تجملا
نبا بك دهر أو جفاك خليل
وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى
غد عسى نكبات الدهر عنك تزول
ولا خير في ود امرئ متلون
إذا الريح مالت، مال حيث تميل
وما أكثر الإخوان حين تعدهم
ولكنهم في النائبات قليل
تنسب الأبيات الفصيحة السابقة للإمام الشافعي رحمه الله٬ وفي كل مرة أقرأ أبياتاً للشافعي أزهد في الحياة وفي الناس أكثر؛ لما تحويه أبياته من لآلئ ثمينة.
وأنا من هذا المنطلق أؤيد هذه الأبيات وخاصة ما ذكرته في سؤالك٬ نعم إن الخير يقل بين الناس وينكر بعضهم عشرة بعض٬ وعندما يكون أحدهم في أشد حاجته لك فإنه لا يتوانى لحظة واحدة عن الاستعانة بك٬ للحد الذي يشعرك أنه واجباً محتماً عليك.
وما أن تسقط حتى تجد الأكتاف جميعها تلاشت حولك وربما يقف في محنتك أشخاص غرب لا يمدون بصلة لك٬ ويتركك في محنتك من كانوا يدعون حبك والقرب منك٬ مطلقين على أنفسهم ألقاباً تخالف أفعالهم "اخوة"٬ "أصدقاء" وألقاب مبتذلة أخرى فقدت معانيها الصادقة بسبب ثلة كهؤلاء.
ومن الحكمة بل كل الحكمة ألا يترك الإنسان أثر كفه على كتف أحد٬ أن يسقط وينهض دون أن يطلب مساعدة أحد رغم عوزه الشديد لذلك٬ وأم يبتعد عن كل من تظهر حقيقته الزائفة دون أدنى تفكير٬ على أن يضع الناس كل في مكانه الصحيح دون إنقاص من قدرهم أو وضعهم منزلة تكبرهم.