من هو راوي حديث (إن الله إذا استودع شيئا حفظه) وما هي درجة صحته

راوي الحديث : هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما .
درجة صحته : صحيح ، صححه ابن حجر العسقلاني رحمه الله ، والألباني رحمه الله من المعاصرين كما في السلسلة الصحيحة وغيرهما.
ونص الحديث هو  :
عن مُجَاهِدٍ رحمه الله قَالَ : " خَرَجْتُ إِلَى الْعِرَاقِ أَنَا وَرَجُلٌ مَعِي ، فَشَيَّعَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُفَارِقَنَا، قَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ مَعِي شَيْءٌ أُعْطِيكُمَا، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِذَا اسْتَوْدَعَ اللَّهُ شَيْئًا حَفِظَهُ ، وَإِنِّي أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمَا وَأَمَانَتَكُمَا، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكُمَا ) .

الحديث رواه أحمد في المسند والنسائي في السنن الكبرى وابن حبان في صحيحه.

قال ابن علان في شرحه على كتاب الأذكار للنووي : قال الحافظ -يعني ابن حجر-  بعد إخراج الحديث بجملته عن ابن عمر: هذا حديث صحيح أخرجه النسائي وابن حبان .

ولكن هنا تنبيه وهو أنه لا يعني أن من دعا هذا الدعاء فإن ما استودعه سيحفظه الله ظاهرا مباشرة ، لإن هذا دعاء والدعاء له شروط للاستجابة منها : حل المطعم كما في الحديث ( أطب مطعمك تستجب دعوتك ) ، ومنها الإخلاص في الدعاء إلى الله وحضور القلب ، والبدء بالحمد والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام وغير ذلك من الشروط .
ثم لو اجتمعت شروط الاستجابة فإن إجابة الدعاء لها أشكال كما في ورد في الحديث
( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ : إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا ، قَالُوا : إِذًا نُكْثِرُ ؟ قَالَ : اللَّهُ أَكْثَرُ ) ( رواه أحمد )

فقد تدعو الله أن يحفظ شيئا معينا ، ولا يحصل مقصودك ظاهرا مع اجتماع شروط الإجابة لحكمة يعلمها الله ويجهلها العبد ،وقد تكون فقدت شرطا من شروط الإجابة في الدعاء .

فعلى العبد أن ينسب النقص إلى نفسه ولا يسئ الظن بربه إن حصل ما هو خلاف مقصوده ومراده .
والله اعلم