من هو رائد الأدب المفضل لديك في العصر الفيكتوري؟

 

     ومن غير تشارلز ديكنز، الروائي العظيم، ورائد الأدب في العصر الفيكتوري، وأحد أهم الكتّاب، وبالطبع من أكثرهم قربًا لي. أما عنه، فهو تشارلز جون هوفام ديكنز (1812 - 1870). روائي إنجليزي قدم الكثير من الأعمال المهمة في عصره، والتي ما زالت إلى اليوم ذات صيت وأهمية كبيرة. 

     ربما من الأمور التي ساعدت على زيادة شهرة ديكنز الكبيرة جدًا هي بساطة أعمالها. حيث كان يستطيع أي شخص أن يقرأها ويفهمها دون جهد، إلا أنها في ذات الوقت حملت أفكار ومعاني عميقة مهمة في جميع الجوانب. إلى جانب أن تلك الأعمال أظهرت جزء كبير من حياة ديكنز، والتي جعلتها أقرب إلى الواقعية. حيث كانت عائلة تشارلز ديكنز متوسطة الحال، إلا أن والده كان كثير التبذير، وأدى ذلك إلى تبعات مأساوية؛ منها أن ديكنز اضطر للانقطاع عن المدرسة ليعمل، وكذلك دخول والده السجن بسبب الديون التي سببها لنفسه. وأكثر الروايات التي عبرت عن حاله كانت باسم "ديـﭬيد كوبرفيلد / David Copperfield". 

     تتحدث هذه الرواية عن صبي فقد أباه في صغره، وبقي هو وأمه والمربية. ورغم الفقد استطاعوا أن ينعموا بحياة هانئة لبعض الوقت. بعد ذلك تزوجت والدته من رجل ملك قلبًا قاسيًا وفظًا، وعانى ذلك الوضع في تلك الفترة.

     توفت أم الفتى بعد مدة، واضطر لأن يعمل في أحد المصانع. تلا ذلك ابتعاده مع صديق لأنه كان متورطًا في أمور مالية بسبب تبذيره. بحث الصبي عن عمته ليستطيع إكمال تعليمه بمساعدتها، وفعلا عاد للمدرسة. وبعد مدة، استطاعت مربيته السابقة أن تقنعه في أن يدخل مجال المحاماة، وقام بذلك بالفعل. ثم وقع في حب ابنة المحامي الذي كان يعمل لديه. 

     واستمرت الرواية بسرد أحداث أخرى منها القاسي والصعب، ومنها الجيد والسعيد، وانتهت أحداثها بسفر البطل بعيدًا، إلا أنه كان ما زال هائمًا بحب ابنة المحامي، فعاد يومًا ما وتزوجها، وعاشا بسعادة مع أطفالهما، وأصبح تاليًا روائيًا مهمًا وكبيرًا. 

     تحدث تشارلز ديكنز في هذه الرواية عن الفقر والغنى، وعن حياة الأيتام، وعن قوة القوي وضعف الضعيف، وهيمنة الأول على الأخير. وذكر أيضًا سلطة العمل القاسية على الأطفال والنساء في ذاك العهد، والذي يؤدي بالعمال غالبًا لأن يفكروا بالهروب. 

     انتقد ديكنز أيضًا الطبقات الاجتماعية وتأثيرها على المجتمع، إلا أنه وضح أن هنالك دائمًا استثناء. فلا يمكن أن نقول أن كل الأغنياء هم سيئون ولا العكس. 

     ورغم شهرة ديكنز، وحب القرّاء له، إلا أنه لم يحصل على جوائز، بل كانت فقط من نصيب أصحاب الإنجازات العلمية. وبالطبع ذلك لم يؤثر على قدره أبدًا، بل كان وما زال هنالك الكثير ممن يحبونه ويحبون أعماله. 

     من أشهر الأعمال التي أرى أن عليك قراءتها بلا أي تأخير: ترنيمة عيد الميلاد، ديـﭬيد كوبرفيلد، البيت الكئيب، حكاية مدينتين،الآمال العظمى، أوليـﭬر تويست، الأوقات العصيبة، وغيرها الكثير أيضًا.