من هو الشيخ الكبير في قوله تعالى (قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير) وما صحة أنه النبي شعيب عليه السلام

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٢٩ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الأرجح - والله أعلم - أنه رجل صالح من أهل مدين لا يعرب اسمه وليس النبي شعيب عليه الصلاة والسلام.

وقد ورد في اسم وحقيقة هذا الرجل الصالح المذكور في هذه الآية عدة أقوال:

الأول: أنه النبي شعيب عليه الصلاة والسلام، وهذا المشهور عند كثير من المفسرين، وروي عن الحسن البصري وغيره من التابعين.

لكن بعض المحققين - كابن كثير رحمه الله - ضعفوا هذا القول لأمور منها:

- أن الأظهر أن شعيب عليه الصلاة والسلام كان في زمن قريب من لوط عليه السلام وبعده بقليل، لأنه لما حذر قومه أهل مدين مصير الأمم المكذبة كان مما قال لهم (وما قوم لوط منكم ببعيد)، وهذا يشمل قربهم الزماني والمكاني.

ومن المعلوم أن لوط عليه السلام كان في نفس عهد وزمن إبراهيم عليه السلام، وعهد إبراهيم بعيد عن عهد موسى عليه السلام حيث قيل إن بينهما أكثر من أربعمائة سنة، وهذا يلزم منه أن شعيبا قريب من زمن لوط وإبراهيم عليهما السلام وبعيد عن عهد موسى، وهذا مما يضعف أنه هو الرجل الصالح المقصود في الآية.

وما قاله بعد المفسرين أنه شعيب عاش فترة طويلة حتى أدرك موسى إنه هو فرار من هذا الإلزام وقولهم لا دليل عليه ولا خبر يسنده.

- أنه لو كان الرجل الصالح هو شعيب عليه السلام لنص القرآن على اسمه لأنه نص عليه وعلى قصصه في مواضع أخرى وقصصه الأخرى، فما المانع أن يذكر اسمه في هذه القصة، بل ذلك أدعى لذكره، أو التنبيه أنه نفسه على الأقل.

الثاني:
أنه ابن أخي شعيب عليه الصلاة والسلام وقيل اسمه: ثبرون أو أثرون.

الثالث: أنه رجل صالح من قوم شعيب.

الرابع: أنه يثرى ملك مدين في زمن موسى.

الخامس: أنه رجل صالح كان يعيش في مدين بعد عهد شعيب بسنوات، وهو ما رجحناه، لأنه كما قال ابن جرير رحمه الله (الصواب أن هذا لا يدرك إلا بخبر، ولا خبر تجب به الحجة في ذلك).

والله أعلم