- أعظم ما يحرم العبد من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة هو الشرك والعياذ بالله ، لإن المشرك والكافر لا تنفعهم شفاعة الشافعين ، فالكافر لا يقبل منه صرفاً ولا عدلاً.
وفي الحديث " أسعدُ النَّاسِ بشفاعتي يومَ القيامةِ من قال لا إلهَ إلَّا اللَّهُ خالصًا من نفسِهِ" (رواه البخاري ) .
وفي الحديث الآخر "وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله تعالى من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً "( رواه مسلم).
فمن مات مشركاً أو مرتداً فإنها لا تنفعه شفاعة رسول الله يوم القيامة ، فعلى المسلم أن يحذر من الشرك وأسبابه ، وعليه أن يتعلم ما الذي يخرج المسلم من الدين كسب الله وسب الدين وعبادة غير الله وموالاة اليهود والنصارى حتى يتجنبه ويبتعد عنه لئلا يحرم من شفاعة رسول الله يوم القيامة .
فالشرك والكفر هو أعظم ما يمنع من شفاعة رسول الله ، أما أهل المعاصي من أمة محمد عليه السلام فإنهم يرجى لهم نيل شفاعة ، لأن شفاعة رسول الله نائلة أهل المعاصي والذنوب إن شاء الله .
جاء في الحديث "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" (رواه أبو داود والترمذي).
ورغم أن شفاعته عليه السلام تنال أهل المعاصي من أمته عموماً إلا أنه روي في الأحاديث أن بعض أهل المعاصي يحرمون من تلك الشفاعة وهم :
1. الإمام الظالم لرعيته : فكما أن الإمام العادل يظل في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله ،فإن الإمام الظالم في المقابل يحرم من شفاعة الرسول.
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي: إمام ظلوم، وكل غالٍ مارق " ( رواه الطبراني في المعجم الكبير، وقال الهيثمي: رجاله ثقات).
2. المكذب بشفاعة النبي والمنكر لها كما هو حال بعض أهل البدع :
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (من كذّب بالشفاعة فليس له فيها نصيب) ( صحّحه ابن حجر رحمه الله) .
والله أعلم