من هم الدراويش وما هو الدور الذي لعبوه في التاريخ الإسلامي

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٦ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الدراويش: هم طائفة من الطوائف الصوفية، تقوم هذه الطائفة على الزهد والتقشف ليس عن حاجة وعوز ولكن عن اعتقاد تام بأن هذه هو الفهم الصحيح للمسلم الحق، فهم يعيشون على إحسان الآخرين زهدا بامتلاك أي أملاك مادية، وهم يسمون "درفيش" في بلاد فارس "Dervish" في تركيا كما يعرف الدرويش بال"فقير" في بعض الأحيان وخاصة في الهند.

- ويصف أبو الحسن الخرقاني (المتوفى في 1034م) الدراويش بأنه "محيط يتغذّى من ثلاثة مصادر: الامتناع عن العمل، الكرم، والحرية عن الحاجة". ويتحقّقون بقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ. وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) فلا يطلبون سواه.

- وقد اشتهر الدراويش الصوفيون بحكمتهم، ومعرفتهم بالطب والشعر والذكاء والدهاء. وهم زهاد اتخذوا باب التسول للتدرب على البساطة والتواضع والابتعاد عن التملك المادي. ومن شروط نجاحهم أن لا يتسولوا لأنفسهم أو لأغراض ذاتية وعليهم التبرع بكل ما يحصِلونَهُ إلى فقراء آخرين.

- وسبب تسميتهم بالدراويش: تعود إلى مصدر الكلمة وهي "در" وتعني "الباب" فالدرويش تعني "الشخص الذي يفتح الباب".

- كما ذكر أن أصلها من كلمة "دريهو" الفارسية القديمة والتي تعني "المعوز".
- وقيل أصل كلمة (دراويش) مأخوذ من كلمة"دار" العربية والتي تعني "منزل". فالدرويش هو الشخص الذي يدور من دار إلى دار طالبا للإحسان. وبالعربية الحديثة أصبحت كلمة درويش تدل على شخص بسيط فقير لكن مكتفي الحال.

- أما الغربيون فأطلقوا وصف "الدرويش" على المجاهدين الذين قاوموا احتلال الغرب لمناطقهم
، مثل المهدي وهو زعيم سوداني وشخصية دينية قاد الثورة المهدية ضد الحكم التركي المصري في السودان. ونجح بتحرير الخرطوم عاصمة البلاد وقتل اللواء البريطاني تشارلز غوردون حاكم عام السودان في العام 1885. ثم قام بتحويل العاصمة إلى أم درمان

- وقد لعب الدراويش دوراً كبيراً في مواجهة الهجمات الاستعمارية ضد بلادهم. حيث الطرق الصوفية في شمال أفريقيا، تركيا، بلاد البلقان، الصين، فارس، الهند، أفغانستان وطاجيكستان، الشام والعراق، وهنا أشهر فرقها:

القادرية: تنتسب إلى عبد القادر الجيلاني (471 هـ - 561 هـ)، وكان لرجالها الأثر الكبير في نشر الإسلام في قارة أفريقيا وآسيا، وفي الوقوف في وجه المد الأوروبي نحو المغرب العربي.

الرفاعية: تُنسب إلى الفقيه الشافعي الأشعري، أحمد بن علي الرفاعي (512 هـ - 578 هـ) الملقّب بـ "شيخ الطرائق"، وترفع راية تميّزهم عن باقي الطُرق. لكن أتباعها قاموا بأفعال عجيبة كاللعب بالثعابين، وركوب الأُسود، والدخول في النيران.

المولوية: مؤسّسها الشيخ جلال الدين الرومي (604 هـ - 672 هـ). وهو أفغاني المولد ومتوفى في تركيا، اشتهرت مؤسسته بالتسامح مع "أهل الذمّة" ومع غير المسلمين أيّاً كان معتقدهم وعرقهم، وساهمت في نهج الاعتدال.

البكتاشية: تُنْسب إلى الحاج بِكْتَاش وَلِيّ (القرن السابع الهجري) انتشرت في الأَناضول، ثم في ألبانيا. وتميل هذه الفرقة إلى ذكر الإمام علي وذريته ولا تزال موجودة في البلقان حيث يقيم زعيمهم الروحي في تكية تيرانة.

السنوسية: فهي حركة إصلاحية توجد في ليبيا والسودان تأسّست في مكّة عام 1837. وتميّزت بفاعلية أهدافها ومراكزها الدينية في شمالي أفريقيا والسودان والرأس الأخضر، وبعض البلدان الإسلامية الأخرى، وكان لهذه الحركة دور كبير في طرد الاستعمار الإيطالي في ليبيا.

- وقد أسّس محمّد عبد الله حسن مطلع القرن الـ 20، وهو زعيم ديني محلي دولة الدراويش، وهي دولة إسلامية جمعت الصوماليين في جيش كبير. وقد تمكّن هذا الجيش من السيطرة على الأراضي الواقعة تحت حكم السلاطين الصوماليين وإثيوبيا والقوى الأوروبية.

-وقد اشتهرت هذه الدولة شهرة واسعة في العالم الإسلامي بسبب مقاومة الإمبراطوريتين البريطانية والإيطالية. كما كانت حليفة للإمبراطوريتين العثمانية والألمانية. لكن دولة الدراويش وبعد ربع قرن من التحكّم البريطاني في الساحل، هزمت في العام 1920.

ولمزيد من التفاصيل انظر (هنا)