- الحكماء الطبيعيون, الفلاسفة الطبيعيون أو من يعرفون باسم الفيزيوقراطيين وحكماء ما قبل سقراط أيضاً, هم الأوائل الذين مهدوا لظهور وبزوغ الفلسفة في بلاد اليونان في القرن السادس قبل الميلاد. وكان أول اتجاه من الاتجاهات والمذاهب الفلسفية في اليونان هو المذهب الأيوني الذي كان قد نشأ في مستعمرات يونانية في الشاطئ الغربي لقارة آسيا الصغرى. وكانت تسجل أبحاث هؤلاء الحكماء ظاهرة, ولكنها لم تكن تشكل حكمًا، وإن الأفق الفكري الذي ابتدأه هؤلاء الحكماء يعتمد على شيئين:
أولاً: مواجهة رموز الفكر الأسطوري والملحمة الشعرية حيث قيل "الحكماء الطبيعيون أرجعوا المتعدّد إلى الواحد" أي أنهم قاموا بإرجاع التفسير الطبيعي في فكرهم والذي كان يعتمد على تعددية الآلهة إلى العنصر الواحد في الكون.
ثانياً: الموضوع المركزي والمحوري لديهم هو الطبيعة, وكان موضوع البحث عن أصل الكون ونشأته والعناصر المحددة له.
- قبل أن تبدأ خرافات القرن السادس قبل الميلاد بالاضمحلال, اتجهت آراء الفلاسفة الطبيعيين أو الحكماء الطبيعيين بكونها آراء تجاه العالم الخارجي, وتحديداً حوال تفسير الطبيعة ونشأة وأصل الكون ولم تتجاوز دراساتهم هذه الآراء. وآرائهم هذه سبب قطيعة مع الفكر الأسطوري أو ما يسمى الميتوس, فبدؤوا بتشكيل أساسيات التفكير الفلسفي أو ما يسمى اللوغوس لكنها على أقل تقدير قامت بتشكيل قطيعة مع (الميتوس) ثم بدأ الفكر اليوناني فيما بعدها بالنضوج العقلي بشكل مبدئي ومن أمثال هؤلاء الحكماء الطبيعيين: انيكسماندر, إنكسمانس, هيراقليطس, ديموقليدس, فيثاغورس, أنبوذقليدس, طاليس الأيوني, أنكساكورس.