من المقصود بالآية الكريمة (كلا بل ران على قلوبهم) وما هي مناسبة نزولها

1 إجابات
profile/ياسمين-عفانه
ياسمين عفانه
الشريعة والدراسات الإسلامية
.
٠٥ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 الآية الكريمة موجهة للعبد الذي يعصي الله، أو من اقترف ذنباً، وهذا ما تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم:" إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر الله وتاب، صقل قلبه، فإن عاد زيد. فيها، حتى تعلو على قلبه، وهو الران الذي ذكر الله في كتابه: كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون".

وحتى يتضح المعنى، تخيل أن الذنب مثل إبرة تثقب قلب الإنسان عندما يقترف ذنباً صغيراً، ومع كل مرة يذنب الإنسان يحدث ثقباً جديداً، فإذا كثرت الذنوب والمعاصي أصبح القلب مثل الغربال مليئاً بالثقوب، كل ما يدخل له يخرج كما هو سواء كان شيئاً من الخير أو من الشر، ولا يثبت فيه شيء نافع.

نستفيده من هذه الآية، أنه من المهم الحرص الدائم على التوبة من الذنوب، وعدم اتباع النفس وشهواتها، حتى لا يختلط علينا الحق بالباطل، وتختلط الأعمال الحسنة بالمعاصي، ونصبح غير قادرين على التمييز بين الأعمال من ناحية نفعها وضرها.

ومن هذا نعلم سبب اعتناء الإسلام بالقلب، والإشارة إلى أهمية تخليته دائماً من الشرور بالاستغفار والتوبة الدائمة، والحرص على ممارسة الأعمال الصالحة في كل وقت، وتذكير النفس بربها دائماً، لأنها كثيراً ما تغفل، ويخشى أن تكون غفلة دائمة لا رجعة عنها، إذا لم ينتبه الإنسان لذلك، وبقي متيقظًاً لأفعاله.

وقد ذكر القلب في كثير من المواضع في القرآن الكريم،وهذا دليل على أهميته وأهمية الاعتناء به بالتخلية والتحلية:

  • يعتبر القلب هو موضع نظر الله عز وجل، وذلك بناء على ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم، بقوله إن الله عز وجل ينظر إلى قلوب العباد وليس لأشكالهم.
  • الاعتناء بالقلب سبب في دخول الجنة، لأنه إذا صلح صلح العبد بعمله وحياته، وإذا فسد فسد عمله وكان سبباً في دخوله النار.