هل خطر هذا السؤال على بالك فجأة؟ أم أنك تخطط للعيش وحدك، ليس من السهل ان تخطو نحو هكذا تغيير بشكل متسرع فهناك بعض العوامل التي يجب ان تراعيها قبل اتخاذك القرار، منها الأوضاع المادية لديك والأكثر اهميه المعنوية فتركك لأهلك الذي تربيت معهم وعشت فترة كبيرة من حياتك بينهم ليس بالأمر السهل مطلقا لكن دائما القرارات الصعبة هي التي تصقل من شخصية الانسان فالأفضل ان تبدأ من الان مسيرة حياتك المستقلة
سأشاركك تجربتي الخاصة في العيش مستقلا وما هي الصعوبات التي واجهتها وماذا تعلمت من خلال هذه التجربة التي مازالت مستمرة وستبقى كذلك حتى اقرر عكس ذلك
السؤال الذي يجب ان يراودك قبل أي شيء اخر، لماذا عليّ أن استقل في العيش؟ وما هي ضالتي من هذا قرار؟
بشكل شخصي كان الاستقلال هاجس لدي منذ فترة طويلة، خاصة عندما استمع الى قصص الحياة الغربية التي تدعوك الى الاعتماد على نفسك بعد عامك الثامن عشر وبدء حياتك بنفسك دون مساعدة والديك، هذه الفكرة كبرت حتى قطفت ثمارها الان ليس الاستقلال ولا الحرية هي ضالتي فقط بل نحت شخصيتي ومستقبلي بنفسي، لكني لم اقطع علاقاتي بعائلتي ومازلت أحبهم وأزورهم في كثير من الأحيان، وعليك ان تنظر الى الامور من كل زاوية تجدها
واجهت الكثير من الصعوبات في بادئ الامر مثل الغذاء الغير صحي الذي تعودت عليه لوقت طويل في بداية هذه المرحلة في حياتي، والذي أدى الى افلاسي حتى قبل منتصف كل شهر، الامر الذي دعاني لأصقل مهارات الطبخ لدي والتي بدأت بالأكلة الأكثر بساطة في التاريخ وهي المعكرونة.. ثم تطورت الى طبخ الأرز بأنواعه واللحوم وبعض الاكلات الغربية ويوم بعد يوم اكتشفت كم أحب الطبخ واطعام الأصدقاء وهذا الاكتشاف لم أكن سأعرفه وأمي ترعاني بطبخها اللذيذ كل يوم، وبلا شك كانت امي الراعي الرسمي للطبخات بأشرافها عن بعد
ومن سلبيات العيش وحيداً انتقاد جزء من المجتمع لاستقلالك، لأنه ببساطة يعتبرونها فكرة غريبة عن مجتمعنا خاصة إذا تواجد اهلك في نفس المنطقة او المدينة، ولابد لي ان اذكر تدخل الكثير من الناس في قرارك وفضولهم الغريب في التعرف عن سر ابتعادك عن اهلك وأول ما كانوا يتوقعوه هو الشجار العائلي الذي اودى الى التفرقة والابتعاد
وكثير من النظريات التي مازلت اسمعها حتى هذه اللحظة، لكن هذا لم يردعني بأن أكون صارماً مع هكذا أناس وخاصة الاقرباء منهم، ان كنت اتخذت قراراً فيجب عليك ان تدعمه الى النهاية وألا تدع أحد يثنيك عنه ففي النهاية هي حياتك لا حياة المجتمع
أما التحدي الأكبر هو العامل النفسي الذي أثر كثيرا عليّ في البداية، لكن بمساعدة بعض الكتب والأصدقاء تمكنت من التغلب على هذا الخوف، وطبعاً تتقادم المشكلات من كل حدب وصوب وتأتي معها الحلول طالما بقيت هادئاً ومؤمن بنفسك وقدراتك
استقلالك سيجعل منك شخص اخر مدرك لحولك وصعوبة العيش والاهم من ذلك انه سيجعل منك ممنوناً للقمه العيش التي كنت تستقيها في بيت اهلك من دون أدنى جهد او فكرة عن صعوبتها.