ماذا يعني الإرهاب الديني، وما سبب انتشاره بين المسلمين؟

2 إجابات
profile/ملاك-آدم
ملاك آدم
البحث العلمي
.
٠٥ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الارهاب الديني يعني ببساطة ارتكاب افعال العنف باسم الدين, ونصرة لقوة عليا تأمر بهذا, اعتقادا بان العنف مبرر له لخدمة الهدف الاسمى وهو الايمان, وان الافعال الارهابية المشينة ستُغتفر من قبل هذه القوى العليا وستُبارك في الحياة الآخرة. يكون الارهاب الديني غير مقيد ابدا لا بحدود ولا بموانع, طرق تنفيذه لا حصر لها وتستخدم فيه كافة الاسلحة والتكتيكات, يتم تنفيذة بشكل موسع على كل مغاير وكل من لا يتبع الدين المُعتقد انه الاوحد. قد يعتقد ان ارهابيي الدين هم مجرد محاربين لدينهم وحرية حريته, ولكن في المنطق كل من يرتكب افعال عنف ضد المختلفين عنه فهو ارهابي بغض النظر عن الهدف السامي.
من الامثلة الصارخة على الارهاب الديني هي الحروب الصليبية, التي بدأت في العصور الوسطى بهجوم الكنائس الغربية على الشرق الاسلامي لاسترجاع الاراضي المقدسة باسم الدين المسيحي. مثال اخر غير مشهور جدا على الارهاب الديني وهي الطوائف الاجرامية السرية في الهند, التي قعدت بين القرن الثالث عشر والتاسع عشر, على يد الهندوس عبدة الربة كالي المدمرة, باستهداف ضحاياهم وخنقهم وسرقتهم وتشويه اجسادهم ودفنهم وتقديهم كقرابين للربة كالي, يعتقد ان هذه الطائفة قتلت ما يقارب 20 الف شخص في السنة الواحدة, تخيلوا معي امتداد ارهابها عبر القرون, وكم نفس قتلت وعذبت, تم تدمير هذه الطائفة في القرن التاسع عشر على يد القوات البريطانية. (1)

الارهاب الاسلامي ايضا مثل حركة طالبان والقاعدة وداعش. وفقا للفهرس العالمي للارهاب ففي عام 2015 كانت هذه الفرق مسؤولة عن 74% من جرائم القتل باسم الدين الاسلامي. منذ عام 2000 بدأ الارهاب الاسلامي بالانتشار خارج نطاق الشعوب المسلمة, مثل امريكا بريطانيا فرنسا المانيا اسبانيا البلجيك السويد روسيا استراليا كندا,,والقائمة تطول, تستهدف هذه الهجمات المسلمين وغير المسلمين, ولكن حسب دراسة اجرتها جهة فرنسية غير رسمية تبين ان 80% من ضحايا الهجمات الارهابية الاسلامية هم مسلمين, تكون الهجمات مسلحة, مجموعات مقاومة مستقلة, وممثلين للدولة بالنيابة, واعلام اسلامية مرموقة.

تكون تبريراتهم لارهابهم بتفاسيرهم المتطرفة للكتب المقدسة, مثل الانتقام من اعداء الدين غير المؤمنين بالجهاد المسلح, ولتطبيق الشريعة الاسلامية باعادة عهد الخلافة, الرفعة والمجد بالشهادة, والاعتقاد بان الاسلام يفوق كل الاديان ويمحيها.
ان الدافع الواضح للارهاب الديني هو محو وتحقير كل من تجرأ على نكران الدين او التفكير بغيره كنوع من الانتقام, الدوافع روحانية وانتقامية بحتة لا سياسية ولا استراتيجية.
في دراستين لخلفية الارهاب الاسلامي تمتا في بريطانيا وفرنسا وجد ان معظم المجاهدين الاسلاميين يفتقرون للدين في شخصهم, معظمهم يتعاطى المخدرات والكحول, وهذا ان دل لى شيء فيدل على ان الهوية الدينية النقية تحمي من التطرف الديني, وان جميع هذه الحركات والهجمات هي متطرفة ارهابية بلا ادنى شك.
في حالات اخرى للارهاب الديني مثل الاخوية التي تؤسس في عائلة واحدة او بين رفاق مقربين, يتم التفجير الارهابي باسم هذه الجماعة فضلا عن اسم الرب, متأثرين بعلاقاتهم الاجتماعية الوطيدة وعقائدهم المترابطة. يؤكد هذه النظرية الطبيب النفسي الجنائي والضابط السابق مارك سيجمان في دراسته المكثفة حول السير الذاتية ل 172 جهادي, في كتابه "فهم شبكات الارهاب " - Understanding Terror Networks -.

في دراسة اخرى اجريت عام 2007 للطبيب الشرعي الافغاني الدكتور يوسف يدجري على 110 مفجر ارهابي, وجد ان 80% من هؤلاء الارهابيين يعانون من امراض نفسية وعقلية.
خبير الشرق الاوسط دانييل بايمان يقول ان الارهابيين الاسلاميين جهلة وغير مدربين وغير نافعين للتدريب اصلا.
في دراسة اجريت على 300 ارهابي جهادي وجد انهم محفزين من عدة عوامل, الايديولوجية الاسلامية المسلحة, كره النظام الامريكي في الدول المسلمة, حاجتهم الى هدف وغاية في حياتهم لذلك ينتمون الى منظمات ارهابية, وتقبلهم للاسلام المسلح الناتج عن خسارة في حياتهم الشخصية كخسارة احد والديهم. اي الثأر والانتقام. (2)

Royal_B.qxd (sagepub.com)
Islamic terrorism - Wikipedia

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 6 شخص بتأييد الإجابة
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٠٢ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الإنسان العاقل قبل الحكم على فكرة معينة أو اعتقاد أمر معين لا بد أن يحرر المصطلحات ويفهم الحقائق حتى يكون مصيبا في كلامه واعتقاده ، ولا يردد ما يردده الآخرون بدون فهم ولا تحقيق ولا بحث وراء الحقائق ، خاصة في هذه الزمن الذي صارت فيه وسائل الإعلام و وسائل التواصل الإجتماعي تعمل عمل السحر في توجيه عقول الناس والتأثير عليها .

و مصطلح الإرهاب شاع في هذا الزمن واستخدمه الغرب في حربه الجديدة على المسلمين لتحقيق مصالحه ومآربه ، ومفكري الغرب ومثقفيهم متفقون أنه لا تعريف واضح لهذا المصطلح ، وإنما هو مصطلح صنع على مقاس المسلمين فلا يطلق إلا عليهم ، وصار أصحاب هذه المصطلح ومن تبعهم يستخدمونه فزاعة لتخويف الناس يرفعونه متى شاؤوا في وجه من شاؤوا ولأي شيء شاؤوا !

والإرهاب في اللغة مأخوذ من أصل رهب أرهب فهو إرهاب ، وهو الخوف أو التخويف ، فهو من الخوف أو التخويف .

وقد استخدمه القران بمعناه اللغوي في قوله تعالى في سورة الأنفال  ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) ) .

قال ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره ( يقول تعالى ذكره: (وأعدوا)، لهؤلاء الذين كفروا بربهم، الذين بينكم وبينهم عهد, إذا خفتم خيانتهم وغدرهم، أيها المؤمنون بالله ورسوله .

( ما استطعتم من قوة)، يقول: ما أطقتم أن تعدّوه لهم من الآلات التي تكون قوة لكم عليهم، من السلاح والخيل .

(ترهبون به عدو الله وعدوكم)، يقول: تخيفون بإعدادكم ذلك عدوَّ الله وعدوكم من المشركين.

ثم روى رحمه عن ابن عباس قوله في (ترهبون به) :  تخزون به.

ثم قال ابن جرير : يقال منه: " أرهبت العدو، ورهَّبته, فأنا أرهبه وأرهِّبه، إرهابًا وترهيبًا, وهو الرَّهَب والرُّهْب ".

فالقران إذا أمر المسلمين بإعداد القوة التي ترهب أعداءهم من الكفار وتخيفهم فلا يتجرؤون عليهم ، وتعينهم في نفس الوقت على أمر الله في نشر دينه ، وهذا الإعداد له أشكال وصور تختلف باختلاف الزمن و أدواته و وسائله .

فليس في هذا ما ينكر أو يستغرب على المسلمين ، بل إنه حتى على مقاييس ما يسمى بالعرف الدولي المعاصر لا بد لأي دولة قوية أن يكون عندها قوة ردع تخيف غيرها من الدول وتمنعها من الاعتداء عليها أو أخذ حقوقها ، إذ نحن في الواقع نعيش في غابة من كان فيها ضعيفا لا قوة له يرهب بها عدوه وغيره أكله الأقوياء واخذوا حقوقه ، كما هو ظاهر من حال كثير في هذا الزمن !
 
والله لا يريد للمسلمين أن يكونوا ضعفاء تابعين لغيرهم خائفين أذلاء ، بل يريدهم ان يكونوا أعزاء أقوياء ، فلله العزة ولرسوله وللمؤمنين كما قال تعالى .
 
والله أعلم