ماذا يحصل لو استخدمت كامل طاقتي الدماغية؟

2 إجابات
profile/مغيداء-التميمي
م.غيداء التميمي
مهندس مدني
.
١٩ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 سأبدأ بتذكيركم بأن خلايا الجسم مثل خلايا الجلد، عندما تتعرض لضرر ما لإنها تقوم بتجديد نفسها والعودة لسابق حالها بسبب أن تلك الخلايا لها القدرة على الانقسام والتعافي وهي حكمة من الله سبحانه وتعالى، وإلا بدونها تشوه الإنسان، بسبب أي ضرر أو جرح ما، ولما التأمت الجروح، فتخيل لو أن جرح يصيبك يبقى كما هو وغير ملتئم، حينها كلنا سنكون مشوهين بسبب الجروح التي تعرضنا لها منذ الصغر وحتى الآن، وأعتقد حينها سيكون مقياس الجمال بين البشر من هو الأقل تعرضا للجروح والندبات، ولن تجد شخصا ليس لديه جروح أو ندبات، وإلا كيف سنعرف ونتعلم الألم وهذا حار وهذا حاد وما الى ذلك من الأمور.
جميع الخلايا في الجسم تتجدد و تتعافى، باستثناء الخلايا العصبية، وهذا متعارف عليه علميا من فترة طويلة. ولماذا الخلايا العصبية لا تتجدد؟ سأشرح لك.

الكبد مثلا نسيج غير عصبي، وبالتالي لديه القدرة على تجديد نفسه في حال تعرض للضرر، كأن يتعرض الكبد لا سمح الله لتمزق بسبب رصاصة اخترقته، فالكبد لديه القدرة على تجديد نفسه و التعافي والعودة الى سابق شكله ووظيفته، ونفس الحال ينطبق على الرئة، لذلك تجد أن المدخنين لا يموتون مباشرة بعد التدخين، بل يموتون بعد أن تعجز الرئة عن تجديد خلاياها بسبب سرطان ما، حينها يموتون، والأعمار بيد الله بالطبع.

ولكن الخلايا العصبية لا تنقسم ولا تتجدد، يعني لو أصابك ضرر في الجهاز العصبي، الضرر سيبقى دائم، فلو تعرضت الأعصاب في راحة يدك لضرر ما، كالحرق مثلا عافانا الله وإياكم، اليد والجلد يتعافيان مع الزمن، بعكس الأعصاب التي لن تتعافى، وبالتالي لن تشعر بإحساس في هذه المنطقة بعد أن تعافى الجلد لأن الاعصاب قد احترقت، وهنا أقصد الحروق من الدرجة الثالثة فما فوق.

لو تجددت الأعصاب تلقائيا، سيتجدد الدماغ أيضا و سينسى كل ما اكتسبه طوال السنين السابقة وسننسى من نحن و ستمحى الذاكرة، فالدماغ خبرته مكتسبة، وما تتعلمه في الصغر يستمر معكر حتى الممات، فلو جدد الدماغ تلقائيا حيث أن الدماغ هو مركز الأعصاب، حينها سيتم عمل (فورمات) للشخص بالمعنى الحرفي، فيكون الرجل مكتمل النمو إلا أنه بحاجة أن نعلمه كيف يأكل و يمشي و يتكلم، لأن الدماغ قد لغى بالفعل كل تلك المعلومات المكتسبة.

معلومة ان الخلايا العصبية لا تنقسم ولا تتجدد ولا تتعدل لم تنل إعجاب العالم آلتمان Dr.Altman، فقام بعمل بحث على نوع معين من طيور الكناري الذي يملك صوت جميل، اكتشف هذا العالم ان طائر الكناري يقوم كل سنة بتجديد اللحن الصادر عنه ، فيقوم بتأليف لحن جديد و ينسى اللحن القديم، بمعنى آخر أن منطقة الذاكرة في دماغه تتجدد، وذاكرته القديمة تمحى، واستنتج هذا العالم من تلك التجربة أن الأعصاب تتجدد وتنقسم وتعدل والدليل هو ما حدث مع طائر الكناري، ثم وضع هذا العالم تجربته بين يدي العلماء وتركهم يدرسون صحتها، ومع تطور العلم رويدا رويدا، اكتشف العلماء صحة ادعاء الدكتور آلتمان، ووجدوا أن في جسم الإنسان أيضا بعض الأعصاب التي تمتلك القدرة على تجديد نفسها مثل العصب المسؤول عن ذاكرة الشم (الأولفاكتوريوس) ، لذلك نرى أن حاسة الشم تختلف من شخص لآخر، بعض الأشخاص حاسة الشم لديهم تكون أعلى في تمييز الروائح، كما أن دراسات تقول إن بعض الذين يعملون في محلات العطارة عندهم مستقبلات الشم تكون أعلى من الشخص العادي بسبب أن الدماغ قام ببناء أعصاب أكثر ومستقبلات أكثر للشم لأنه شخص يستخدم أنفه يوميا في تمييز الروائح.

أي أنك إذا أردت وزيادة قدرتك في الشم، ما عليك سوى استخدام هذه الحاسة يوميا في تمييز الروائح وبالتالي سيقوم الدماغ ببناء مستقبلات أكثر في أنفك وبالتالي ستصبح قادرا على تمييز الروائح أكثر من الشخص العادي.منذ بدأت أعمل في بيع العطور في سوق المطار، زادت قدرتي على تمييز الروائح، و اعتقد ان مستقبلات الشم لدي قد زادت، بسبب العطور العديدة التي أشمها في اليوم الواحد في سبيل مساعدة الزبائن على اختيار ما يناسبهم، ولو كانت مستقبلات الشم موحدة لدى جميع البشر، لما وجدنا هذا الكم والتنوع في أنواع العطور، لأن ذوقنا في الشم حينها سيكون موحدا.

ولنعود الى اليد، كل منطقة فيها مرتبطة بمنطقة من الدماغ، فلو لمست طرف اصبعك، ستحفز منطقة في دماغك مختلفة عن المنطقة المرتبطة براحة اليد، ولو أغمضت عينيك، وقام شخص بلمسك في جسدك، ستعرف اي منطقة تم لمسها دون أن ترى، وذلك يعود الى أن المنطقة الملموسة ارسلت اشارة حسية الى المنطقة المسؤولة عنها في الدماغ، وهذا ما يجعلنا نميز منطقة الألم دون أن نراها.

ان الله سبحانه وتعالى وضع في أجسامنا نظاما اسمه البلاستيسيتي، وظيفته عدم ترك أي منطقة مهجورة في الدماغ، ففي حال الأصبع المبتور على سبيل المثال، لاحظ الدماغ أنه لم يعد يستقبل إشارات حسية من هذا العضو وأن منطقته في الدماغ أصبحت شبه فارغة، يقوم هذا النظام مباشرة بإعطاء المنطقة الحسية الخاصة بالاصبع المبتور الى عضو آخر كالكف مثلا، فيصبح للكف منطقتي احساس بدل الواحدة، مما يؤدي الى أن تصبح منطقة الإحساس في الكف عالية جدا، وبالطبع هذا الأمر يحتاج الى سنوات للتأقلم في الدماغ، ولا يتم بيوم أو يومين.

وهذا كان مثال بسيط، لأوصلك إلى المثال الأعمق نوعا ما، لنتمعن في الأشخاص الذين ولدوا وهم فاقدي حاسة البصر، نلاحظ أن حاسة السمع لديهم تكون ضعف حاسة السمع لدى المبصر، وهذا الأمر يهود أيضا الى نظام البلاستيسيتي، يعني أن ذلك الشخص الذي ولد أعمى، منذ لحظة ولادته لم يتلقى أية إشارات كهربائية حسية من العين الى الدماغ، وبالتالي منطقة البصر عنده في الدماغ تتحول الى حاسة السمع، فتصبح حاسة السمع لدى ذلك الشخص قوية جدا، وهذه حكمة من الله حتى يتمكن الكفيف من التعايش مع الحياة وصعوباتها.

الملخص لكل ما سبق هو أنه لا يوجد منطقة في الدماغ تبقى مهجورة، وأي منطقة لا يتم استغلالها، يقوم الدماغ بتوزيعها على الأعضاء الأخرى، ومنها نستنتج أن الإنسان يستطيع أن يصل بدماغه إلى أبعد الحدود من خلال التحكم بنظام البلاستيسيتي، فهو يحدد ويقرر أي منطقة تستغل وأي منطقة تهجر من خلال التركيز على ما تريد، فمثلا تستطيع أن تصبح خارقا في أي موضوع بالتركيز والتكرار، فتكون على سبيل المثال خارقا في الحفظ ان ركزت على حفظ الامور يوميا و بالتكرار.
 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/طفل-يمني
طفل يمني
باحث شرعي في . (٢٠٢١-٢٠٢١)
.
١٩ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
يستخدم البشر الدماغ كله
يمكن أن تؤدي إصابات الدماغ البسيطة إلى عواقب مؤسفة للغاية.على سبيل المثال ، إذا تم إيقاف إرسال الرسائل الحسية من أعضاء الجسم إلى الخلايا العصبية ،تُستخدم الخلايا العصبية المبتورة لأداء وظائف أخرى.تثبت الحقيقة أن الدماغ يستخدم جميع الأنسجة العصبية المتاحة بسرعة كبيرة ولا يترك أي جزء منه.