ماذا يجب أن أعلم طفلي؟

 موضوع غرس القيم والمبادئ والأخلاق في الأطفال حقيقة قد يشكل تحديا لكلا الأم والأب في الأسرة، وكل مربي أيضا على مستوى المؤسسات التعليمية، فكما يقوم المعلمون والمعلمات بتعليم الطلاب، فإنهم كذلك يغرسون فيهم الأخلاق والمبادئ.

ومن الملاحظ أن كثيرا من الأمهات والآباء يستعجلون في قطف ثمار مجهودهم، فغرس القيمة في الطفل يحتاج إلى وقت طويل على طول الوقت اللازم في التربية، فالتربية تبدأ منذ ولادة الطفل، وتستمر مدى الحياة، فيبقى الشخص يستمد التعاليم والنصائح من والديه ولو تقدم في العمر، فأنا حاليا أربي أبنائي، ولا تزال أمي جدتهم تقوم بتربيتي حتى الآن، وبناء عليه، فإن التربية ليس لها عمرا محدد كعقد الإيجار.

والأمر الثاني هو أنه لا بد من أن تكون منظومة القيم واضحة عند المربي، أو عند الوالدين، فعلام أربي أبنائي، وكيف أحافظ على هويتهم، وكيف أضمن أن يتمتعوا بصحة جيدة، وكيف أغرس فيهم السلوك كالصدق والأمانة والاحترام، هذه كلها قيم يتم تربية الأطفال عليها بالتكرار.

فلو كان الطفل كاذبا، وتريد علاجه من الكذب، فإنك تعالجه بالتشجيع على الصدق، وبكونك أنت قدوة حسنة، فيراك الطفل تصدق القول فيتعلم منك ويقلدك، وإن لا سمح الله اكتشفت أن هذا الطفل قد كذب كذبة ما، فعليك ألا تشير إليه بإصبعك وتعنفه وتقول له أنت كاذب، بل حاول أن تشرح له ما يقوم به الصادق، أي أن تعزز الخلق الإيجابي بدل الحديث عن الخلق السلبي، وإذا كان صغيرا في العمر، يمكن سرد له القصص القصيرة التي توجهه نحو الصدق وقول الحقيقة التي هي منجاة له.

أيضا تعليم الطفل الأدب واحترام الآخرين يتم عن طريق تقليدنا نحن الكبار، فإذا كان الأب والأم يبديان الاحترام للآخرين، فهو سيتعلم هذا الخلق منهما وسيتعامل مع الناس بنفس الطريقة، فيحترم نفسه وذاته ويحترم الآخرين، وكذلك يتعلم أن يحافظ على أشيائه الخاصة، كجزء من احترام وتقدير الأمور التي يمتلكها. ويجب عدم اللجوء إلى سلوك الصراخ والشتم والجدال والتعنيف، لأنها أساليب لا تفيدنا بنتيجة، وعندما تصرخ على الطفل فإنه يشعر بأنك تعديت على ذاته، فلا يستجيب، وقد يعاندك أكثر.

ومن الأخلاق التي يجب أن يتعلمها الأطفال تحمل المسؤولية، ويجب أن نثق بهم ونكلفهم ونحملهم مسؤوليات، ونتحمل أخطائهم ونشاركهم فشلهم، وبناء على ذلك إعطائهم فرصة أخرى حتى نستطيع تربيتهم على تحمل المسؤولية بشكل جيد. فهناك أيضا أسلوب التعليم بالممارسة والتجربة والخطأ، فالإنسان يتعلم بالمحاولة، ويصل إلى الصواب بعد الإخفاق.

كما يجب تعليم الأبناء خلق الشجاعة، عن طريق أخذهم معنا في الزيارات وأماكن التجمعات والتعرف على الناس، كذلك جعل أبائنا يمارسون الرياضة لأنها تسبب زيادة الثقة بالنفس ومن ثم الشجاعة، وكذلك سر قصص الشجاعة والبطولات، فتاريخنا وتراثنا مليء بالأمثلة عن أبطال كانوا مثالا للشجاعة والبطولة، كذلك يجب مناقشة الطفل ومساعدته في التعبير عن مخاوفه للتمكن من دحضها، كالخوف من الظلام أو من الأشباح أو من الأغراب.

وأخيرا، تعليم الأطفال الصبر، فإذا كان في عمر صغير، يمكن تعليمه الصبر عن طريق تدريبه على الصبر على الجوع مثلا لمدة دقائق، وإن كان الطفل أكبر قليلا في العمر، يمكن أن نستخدم معه طريقة تباعد حصول الطفل على الأشياء التي يريدها، فإن هذا التباعد سيجعله ينتظر، والانتظار في هذه الحالة هو الصبر بعينه، إذا الصبر لا نعلمه لأبنائنا بالكلام، بل بجعله يعيش الحالة، فيتعلم أن الشيء الذي يريده لا يحصل عليه بسهولة ويسر، ولا يأتيه بالسرعة التي يتوقعها فورا. وإذا طلب الطفل منك شيئا، لا تحققه له في الحال، بل اجعله ينتظر، ويعرف بأن عليه القيام بأشياء معينة، حتى ينال ما يريده. 

تعليم الطفل لا يأتي بين ليلة وضحاها, يأتي بعد تعب وعناء الأهل ولذلك يجب أن تعتني بطفلك جيداً وتهتمي بتعليمه,
 اتبعي عزيزتي السائلة ما يلي لكي يتعلم طفلك ما يلي:

قد يجب علينا أن نعلم أطفالنا جميع أمور الحياة الناجحة لكي بصبح شاباً نافعاً وجبد لكي يصبح كذلك علينا تعليمهم الأخلاق الحميدة والدراسة الجيدة والطاعة للكبير والًمور الصحيحة وكيفية تناول الطعام بأخلاق جيدة وكيفية التعامل الجيد فتلك الأمور تصنع طفلاً مثالي. 

يجب أن أعلم طفلي: