قال الله تعالى (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور) سورة الملك آية 2.
ملخص الجواب: لو لم يوجد الله تعالى الموت لأصبحت الحياة مخيفة جدا وستكون نقمة على جميع البشر ولعم الفساد والقتل وأصبح الموت هو أعظم مطلب البشر ولربما أكل الناس بعضهم. ولتكاسل الناس عن العبادات ولولا الموت ما هَنِأ للإنسان العيش في الأرض، ولا طاب له مقام فيها.
- فالله تبارك وتعالى قد قهر وأذل بني آدم بالموت، وجعل الدنيا هي دار حياة له ومن ثم دار موت، وقد اختص تبارك وتعالى الآخرة بالبقاء وجعلها دار جزاء.
-فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لولا ثلاث ما طأطأ ابن آدم رأسه: الفقر والمرض والموت، وإنه مع ذلك لوثاب.
- فوجود الحياة والموت في الدنيا لا يتوقفان ولا ينقضيان، فكما يموتون الآلاف ويلفظون أنفاسهم ويغادرون الدنيا يوميا يولدون آخرون يملؤون صدورهم بهواء الدنيا وينبض قلبهم بالحياة.
فلو لم يوجد الله تعالى الموت لترتب على العالم والبشرية الأمور التالية:
أولا: لو أن الخلق بقي دائما منذ أن بدأ الله تعالى الخلق لعم الازدحام ولترك البعض ديارهم فعلى سبيل المثال البسيط نجد بأن كثيرون من أهل مكة وجدة وغيرها، يتركون مدنهم نتيجة التزاحم في موسم الحج لمجرد أن جاءت ملايين محدودة فقط، فما بالنا لو ظلت الأمم السابقة على قيد الحياة إلى يومنا هذا؟!
ثانيا: معاناة البشر من أهم مشكلة وهي مشكلة نقص الغذاء، فإذا كان عدد سكان العالم ستة مليارات فقط، ويعاني العالم من مشكلة نقص الغداء فماذا لو تواجد مليارات البشر الذين خلقهم الله من بداية خلق آدم عليه السلام إلى وقتنا هذا؟! فلو لم يكن الموت موجودا على مر التاريخ الإنساني؟! ربما أكل الناس بعضهم.
ثالثا: لن تجد للحياة لذة ولا همة ولربما أصاب الإنسان الكآبة والكسل ولربما سعى الإنسان لأن يكتشف علاجا للموت؟!
رابعا: كيف سيكون حال المدارس والجامعات والشوارع والمستشفيات وبخاصة في العواصم والمدن الكبرى حتما سيكون مزدحم بشكل مخيف وكبير لا يتصوره العقل.
خامسا: سنجد أعدادا هائلة من البشر لا تعمل وقد عمت مشاكل البطالة والفقر وغيرها، في العالم كله، شرقه وغربه،
سادسا: ماذا سيكون حال من تجاوز المئة عام من سيقوم بخدمته وعلاجه؟؟؟؟
سابعا: لو لم تمت الحيوانات المفترسة من سباع وذئاب ونحوها، هل كان المرء يأمن على نفسه أن يسير في الشوارع والأماكن العامة أو حتى الخاصة؟!
ثامنا: ولو لم يكن الموت متواجدا، لظل الغني غنيا، ولظل الفقير فقيرا إلى أبد الدهر، ولظل الطغاة المتجبرون يعيثون في الأرض فسادا. ولم يرث أحدا أحد
تاسعا: لو لم يكن الموت نهاية لمن يعاني من الأمراض الخطيرة التي ليس لها علاج، وحتى التي لها علاج، لظل المتألم يتألم وبشدة ويعاني من مرضه، ويتمنى لو كانت لآلامه ومعاناته نهاية.
عاشرا: ستتحول الدنيا إلى غابة مليئة بالوحوش البشرية ولن تجد فيهم لا رحمة ولا شفقة ولا إحسان وسيسعى كلا لقتل الآخر لينجو بنفسه.
- فنجد بأن الموت حقيقة: هو نعمة كبرى تستحق أن نحمد الله عليها وأن نشكره، وعلينا أن نستعد للقاء ربنا بكثرة الطاعات والعبادات، فالله تعالى لم يخلق شيئا عبثا، وسخر الكون كله لخدمة الإنسان.
فوجود الموت هو ابتلاء من الله سبحانه وتعالى للإنسان، ليعلم من يطيعه من عباده ومن يعصيه.
فالله تعالى خلق كل شيء بحكمة وبقدر قال الله تعالى في سورة القمر (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) 49
والله أعلم.