ماذا لو فاتتني صلاةُ العصر وأدركَتْني صلاة المغرب فهل اصلي العصر أولاً، أو أصلي المغرب ثم أصلي العصر؟

 عن أنس أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
" مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إذَا ذَكَرَهَا، لَا كَفَّارَةَ لَهَا إلَّا ذَلِكَ" متفق عليه 

وقال :" إذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ أَوْ غَفَلَ عَنْهَا فَلْيُصَلِّهَا إذَا ذَكَرَهَا
فإن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: " وَأَقِم الصَّلَاةَ لِذِكْرِي " طه:14
فمن عليه صلاة فريضة يصليها أولا حسب الترتيب هذا الأفضل
ومن صلى الحاضرة وهي صلاة المغرب ثم صلى الفائتة وهي صلاة العصر فهو جائز 
وقضاء الصلاة الفائتة التي خرجت عن وقتها : في أي وقت 
والترتيب مستحب على حسب الاستطاعة 

صلاة العصر هي اولة لانها تصبح دينا يجب صلاتها

في الحقيقة يجوز على الحالتين ، أي يجوز أن تبدأ بالعصر ثم بالمغرب، وهو الأفضل لأجل الترتيب لأن العصر يأتي قبل المغرب ، وهذا ما قاله الشوكاني في نيل الأوطار وأيضا ما قال به الامام الصنعاني في سبل السلام، لكن أيضا يجوز صلاة المغرب ثم تعود للعصر مع الأفضلية للترتيب كما قلنا.

لكن علينا أن نبين حكما يتعلق بسبب فوات صلاة العصر عليك في وقت العصر، فهل فاتت عليك لأنك نسيتها، أم كان سببا قاهرا منعك من أدائها كالنوم أو العمل الذي لا تستطيع مطلقا تركه أو انشغال بأمر عظيم ؟ أم تراخيا منك؟

فإن كان تراخيا فتصليها قضاءا، وإن كانت بسبب النسيان او النوم فتعتبر حاضرا حتى لو بعد انقضاء وقتها لقوله عليه الصلاة والسلام :" من نام عن صلاة أو نسيها فوقتها حين يذكرها"  أو حين يصحو، وهذا يعتبر الصلاة حاضرة وليست فائتة اعتبارا للظرف القاهر الذي منعك من ادائها في هذا الوقت.

والنبي عليه الصلاة والسلام يقول:" رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه".

كلا الأمرين جائز فيجوز أن تصلي صلاة العصر التي فاتتك ثم بعد الفراغ منها تصلي صلاة المغرب وهو ربما الأفضل للترتيب الذي حبَّذه العلماء في هذه المسألة . ولكن لو كنت مثلا في جامع أو في بيت وأردت ان تدرك صلاة المغرب جماعة فصلِّ المغرب أولا ثم صلِّ صلاة العصر التي فاتتك قضاءً بعد ذلك.
لكن ينبغي التنبيه بأن تحرص كل الحرص على أن لا تفوتك صلاة العصر مرة أخرى فهي الصلاة الوسطى التي أمرنا الله تعالى بالمحافظة عليها مع التأكيد عليها. قال تعالى:{حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين..}   
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله "الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله."