ماذا لديك لتخبرني عن غسان كنفاني؟

2 إجابات
profile/ندى-ماهر-عبدربه
ندى ماهر عبدربه
Dental hygienist
.
٣١ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 إنّ جميع القرّاء عبر العصور تأثّروا بحكايات أسطوريّة خلّدت أسمائها بين السطور التاريخيّة وأصبحت مثالاً يحتذى به عند التحدّث عن كلمة الحبّ، حيث يمتلك الغرب روميو وجولييت، ولدى الشرق قصص ألف ليلة وليلة المتمثّلة شهرزاد وشهريار، عنتر وعبلة أيضاً، قيس ابن الملوّح وليلى.

لكن برأيي لعلّهم لم يرو رسائل غسّان كنفاني إلى غادة السمّان حيث أنّهم إذا رأوها كانوا سوف يضعونها على رأس قائمة حكايات الحبّ الأسطوريّة.

من وجهة نظري كانت رسائل غسّان كنفاني وغادة السمّان من أعمق وأعظم رسائل الحبّ الّذي نسجت بين كلماتها حكاية أسطوريّة، وبوح الأقلام الّتي أسكرتها غمرة الحبّ، وأصبحت هائمة في سماء الكلمات تبحث عن مأوى أطيافها التائهة الّتي لا تحمل عنوان لجسدها المنسيّ في الحقيقة.

كانت هذه الرسائل هي بوّابة معرفتي إلى الكاتب غسّان كنفاني، وإعجابي بتمرّد حروفه وبوح مشاعره الفصيح في كلّ سطر من سطور كلماته المعبّرة، ولعلّ أبرز رسائله الّتي جعلتني أبحث عن ما تبقّى من أثر أضاعته خطوط روحيّ بين طيّات صفحات الأوراق المبعثرة أمامي الّتي صوّرتها رسالته إلى غادة السمّان حيث قال فيها:

" أتعامل مع الشمس كما لو كانت ساعة يد، وأتعامل مع الجنون كما لو كان دستور العشّاق. وحين أنتظرك في المقهى وتتأخّر في الحضور، أمدّ يديّ إلى السماء بسطوة الحبّ، وأعيد الشمس قليلاً إلى الوراء كعقرب ساعة، وأبدّل نواميس الكون كأيّة عاشقة حمقاء لن تنضج، تخشى أن ينكسر قلبها لأنّك تأخّرت عن الحضور.

لتجيبه الأخيرة وتقول:
"أريد أن أهرب من كلّ شيء إلى حبّك، أريد أن أكتب لك رسائل الحبّ. ألا يقضي الليل وقته في كتابة رسائل الحبّ إلى النهار لأنّهما لا يلتقيان؟"

-غادة السمان

"عمر الكبرياء عندي أطول من عمر الحبّ ودوماً كبريائي يشيّع حبّي إلى قبره."


من هو غسّان كنفاني كيف لي أن أعبّر عنه وكيف أستطيع أن أصف صوت قلمه عبر كلماتي، هذه الأسئلة وأكثر، راودتني حينما قرّرت أن أكتب عن هذا الكاتب العظيم الّذي حمل راية وطنه وعلّقها على منبر قلمه ليخوض معه حروب دمّرت حروفها جبهات المحتلّ الّذي اختلّ توازنه.

بداية يعتبر غسّان كنفاني من أبرز المناضلين في القضيّة الفلسطينيّة، حيث إنّه من أشهر الكتّاب والصحفيّين المعروفين بتمرّد قلمهم وتجذّر كلماتهم في أعماق الثقافة الوطنيّة، واعتزازهم بهويّتهم القوميّة والّتي تصدرها اسم فلسطين.


لطالما تغنّى غسّان كنفاني ببلاده، حيث إنّها كانت حبّه الأوّل والمأوى الّذي يحتضن أفكاره، بلاده الّتي تاهت في المنفى بعد خطفها من روحه، حيث قال واصفاً إيّاها:

"سأظلّ أناضل لاسترجاع الوطن لأنّه حقّي وماضي ومستقبلي الوحيد لأنّ لي فيه شجرة وغيمة وظلّ وشمس تتوقّد وغيوم تمطر الخصب وجذور تستعصي على القلع."


استمرّ صوت قلم غسّان كنفاني في الكفاح طوال فترة حياته، حيث إنّه كتب العديد من المؤلّفات أبرزها "عائد إلى حيفا"، الّذي صوّر فيها حكايات رحلة أهل حيفا وانتقالهم إلى مدينة عكّا، ولعلّ ذكريات طفولته الّتي تركّزت في خياله جعلته يستلهم حروف هذه الحكاية ويستنبط أفكارها.


لم تكن هذه الرواية هي الرواية الوحيدة لغسّان، بل استمرّ نضال قلمه وارتفع معه صوت صدى حروفه في العديد من الروايات مثل:

-في أرض البرتقال الحزين

-موت سرير رقم 12

-رجال في الشمس

-ما تبقّى لكم


تنقّلت روح غسّان من منفى إلى آخر عبر كلماته الّتي جسدت معاني المرض والترحال وضياع أهل بلاده بين خطوط خريطة العالم، استطاع غسّان أن يحمل الرسائل الملقية على حدود بلاده ويحوّلها إلى نصوص تسرد حكايات الوطن المسلوب.


في الثامن من يوليو عام 1972

اغتيل قلم غسّان وصمتت معه كتيبة الإبداع والشغف الّذي كان يحملها في صدره،

حيث قال عنه محمود درويش في رثائه:

"لدى قراءة كنفاني اليوم نكتشف، أوّلاً ودائماً، أنّه في عمق وعيه كان يدرك أنّ الثقافة أصل من عدّة أصول للسياسة، وأنّه ما من مشروع سياسيّ دون مشروع ثقافيّ. لعلّ المسعى الأهمّ لبحوث كنفاني الأدبيّة هو ذلك المتمثّل في ترسيخ أسس ولادة الفلسطينيّ الجديد، لجهة التأنّي عن الإنسان المجرّد والفلسطينيّ المجرّد والاقتراب من الإنسان الفلسطينيّ الّذي يعي أسباب نكبته ويدرك أحوال العالم العربيّ ويعرف أكثر ماهيّة الصهيونيّ الّذي يواجهه. وهذه المهمّة لا تستطيع أن تقوم بها إلّا ثقافة في مفهومها النقديّ، المتجاوز لما هو سائد، الّذي يقطع مع القيم البالية".
لكن من وجهة نظري، وعلى الرغم من توقّف قلم غسّان إلّا أنّ حروفه خلّدت عبر أعماله وكلماته الّتي كانت ما زالت صوت وطن يبكي من خلف قضبان الاحتلال.








 


profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٢٩ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
     أحمل الكثير لأخبرك عن غسان كنفاني في الواقع، إلا أنني وبصراحة لا أعرف من أين أبدأ. أأُحدثك عن كنفاني الأديب؟ أم الزوج العاشق؟ أم غسان الثائر؟ هل تريد أن تسمع مني رأيي، أم ما قال فيه الناس؟ وهل أتوقف عند قتله أم أخبرك أين أصبح الآن؟ لعل الحديث عن غسان كنفاني ليس بالأمر السهل كما يبدو، إلا أنني أرى أهمية اخبارك عنه.


     أما غسان كنفاني (1936 - 1972) فهو أديبٌ فلسطيني من عكا، روائي وقاص وصحفي. تميزت أعمالها بتشبّعها بالثقافة العربية والفلسطينية على حدٍ سواء، وكذلك ما حملت من واقعية مرتبطة بالأوضاع التي كانت راهنة حينها.


     ولد في عكا، وعاش في يافا، ودرس في دمشق سوريا، وعمل في الكويت، وأنهى حياته في بيروت لبنان. وبعد حادثة قتله، نُشرت جميع أعماله في طبعات جديدة، مترجمة إلى ما يزيد عن سبعة عشر لغة، ووزعت على عشرين بلدًا. تكونت مؤلفاته من روايات وقصص ومسرحيات، ثمانية عشر كتابًا والمئات من المقالات والدراسات والأبحاث السياسية والاجتماعية والثقافية.


    من أكثر ما يعرف عن كنفاني أنه قد عرف قبلًا بقصة عشقه مع الأدبية الشابة السورية غادة السمان. وإن كنت لم تسمع قبلًا برسائل غسان إلى غادة، فإن ك قد فوّت الكثير من رسائل الحب الحقيقي بصورتها العربية الخجولة. كانا كأنهما أقرب ما يكونا لبعضهما رغم المسافات البعيدة، والعادات والعيون التي تنظر إليهما. ملأت أدراجهما برسائل الحب، وكان فرضًا عليهما إخراجها للعلن. فكيف لتلك المشاعر الحقيقية العذبة أن لا تصل إلى مسامع الناس.


     أما عن زواجه من آني؛ فكان قد التقى بها بعدما كانت خارجة باتجاهه في بيروت للتحدث معه كمرجع للقضية العربية الفلسطينية. حدثها عن ما يعرف، وأخذها بزيارات إلى المخيمات، وبعد أيام قليلة من قضائهما الوقت سوية، طلب يدها للزواج. أخبر عائلته، وهي راسلت عائلتها، وتزوجا. 


     أما عن أعمال غسان التي تركها وراءه، فهي تستحق جميعها القراءة بلا أي استثناء:
  • عالم ليس لنا
  • موت سرير رقم 12 (قصص قصيرة)
  • أرض البرتقال الحزين (قصص قصيرة)
  • رجال في الشمس (رواية)
  • أم سعد (رواية)
  • عائد إلى حيفا (رواية)
  • الشيء الآخر – صدرت بعد استشهاده. (قصص قصيرة)
  • العاشق، الأعمى والأطرش، برقوق نيسان (روايات غير مكتملة للمؤلف، إلا أنها نشرت في مجلد أعماله الكاملة)
  • القبعة والنبي. (مسرحية)
  • القميص المسروق وقصص أخرى. (قصص قصيرة)
  • ما تبقى لكم
  • الباب (مسرحية)