الأم العاملة ستكون أوجدت تنظيم معين لحياتها ومولودها الجديد بحيث يبقى الطفل في فترة العمل عند أحد جداته أو أقاربه من الدرجة الأولى للأم أو في إحدى مراكز عناية الطفولة المبكرة العامة أو الخاصة ضمن المنازل،وفي حالة أخرى قد يكون العمل الذي تنتمي له الأم يوفر خدمة الرعاية للأطفال للأمهات العاملات مقابل مبلغ مادي معين، أو قد توفر جليسة للطفل في فترة غيابها عنه في حال عدم توفر البيئة الآمنة في الخيارات السابق ذكرها.
وهنا كل أم عاملة ترى ما هي الخيارات المتوفرة لديها وما الذي يتناسب معها في مختلف الجوانب الصحية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية. أما لطبيعة الطعام فهي تقوم على توفير الحليب الطبيعي أو الصناعي بالإضافة إلى الطعام الصلب، وذلك ضمن شروط معينة.
وهنا تراعي الأم العاملة مجموع السلبيات والإيجابيات التي يمكن أن تؤثر على الطفل ضمن الخيارات المطروحة وتتخذ القرار بناء عليها:
أولًا: السلبيات في الخيارات المطروحة:
- التواجد عند أحد الجدات أو أحد الأقارب من الدرجة الأولى للأم:
من أهم السلبيات أن هنالك بعض الأيام التي لا يمكن فيها لمن يقدم الرعاية ضمن هذه الفئة الالتزام بالتواجد مع الطفل وهنا يمكن أن تقع الأم في مشكلة لعدم توفر المكان لوجود الطفل مما يعني التأثير على العمل نتيجة أخذ العديد من الإجازات العملية أو الصحية وهذا الأمر قد يكون سبب في التأثير على مصدر الرزق للأسرة وخاصة إن كان العمل لا بد منه ولازم ولا يمكن للأم الاستغناء عنه.
- مراكز توفر عناية الطفل عامة أو خاصة:
- غير آمنة في مختلف الجوانب أو في واحد من الجوانب النفسية والصحية والاجتماعية والفكرية،
- ومفتقدة للخبرة الحقيقية لدى كوادرها التي يمكن من خلالها التعامل مع الطفل،
- ويكون الهدف منها فقط المتاجرة واكتساب الأموال لا العناية بالطفل هنا لا يمكن أن ترى الأم الأثر الكبير والحقيقي خاصة من الطفل بعمر 3 أشهر لأنه فاقد للغة التواصل لكن يمكن أن تظهر عليه بعض الأعراض التي تؤكد عدم توفر الأمان من الناحية الجسدية والنفسية، فكثره التسلخات مثلا دلالة على عدم النظافة بالطفل أثناء مرحلة تغير الحفاظ أو البكاء المستمر قد يعني تعرض الطفل للضيق وشعوره بعدم الراحة والخوف.
وهنا قد تكون السلبية بتواجد الأم وتعلق الطفل فيها. ففي هذه المرحلة قد يكون انفصال الأم عن الطفل لوجود ساعة محدد للرضاعة الطبيعية سبب في أن يطور تعلق غير آمن خاصة في بعض الحالات التي لا تستطيع الأم تلبية الحاجة للغذاء.
وهنا السلبية تكمن في عدم القدرة على رؤية ما تقوم به هذه الجليسة من عمل حقيقي اتجاه الطفل والتعامل سيكون على أساس الثقة والأخلاق، إلا في حال وجود نظام مراقبة في المنزل يوفر المعلومات الكافية عن طبيعة السلوك والتعامل مع الطفل من قبل الجليسة.
ثانيًا: الإيجابية في الخيارات المطروحة:
- التواجد عند أحد الجدات أو أحد الأقارب من الدرجة الأولى للأم:
قد يكون التواجد إلى أحد الأقارب أو الجدات عامل من عوامل شعور الطفل بالأمان والراحة وسبب في اكتساب الخبرات الجديدة والكثيرة حيث توفر الجدات للأطفال خبرات تعليمية كبيرة تجعلهم قادرين على تطوير مهارات بسرعة أكبر من غيرهم من الأطفال، فهي كثيرة الحديث معه مثلا على المستوى الفكري اللغوي المعرفي وقريبه منه تقدم العطف والحب على المستوى العاطفي وتعتتني بما لديه من أمور جسدية.. الخ. هذه كلها توفر نمو آمن للطفل.
- مراكز توفر عناية الطفل عامة أو خاصة:
قد توفر هذه المراكز للطفل القدرة على التأقلم والتكيف في الظروف المختلفة وتقلل مما لديه من مشاعر الخوف أو عدم القدرة على تقبل الغرباء، وهذا سبب في اكتساب مهارات اجتماعية أكبر على المدى الأبعد.
تواجد الأم بقرب الطفل وتقديم الغذاء الطبيعي من أهم الإيجابيات مما يساعد على تحقيق نمو صحي جسدي آمن.
وهنا قد يكون أهم ايجابية أن الطفل يتعامل مع جليسه واحده وبالتالي قادر على تطوير علاقة آمنه معها خلال فترة زمنية معينة مما يجعله متقبل لها وفي المقابل الجليسة تتعامل مع طفل واحد فقط ما يعني وجود الحماية الكبيرة والتركيز على الطفل وحده على عكس التواجد عند أحد الأقارب في حال وجود أحفاد آخرين أو مراكز تقديم رعاية الطفل.
تغذية الطفل في عمر 3 أشهر:
في هذه المرحلة يقدم للطفل غالبا الحليب الطبيعي أو الصناعي وفي حال تقديم الحليب الطبيعي أثناء عمل الأم يمكن الاحتفاظ بحليب الأم بعد سحبه من الثدي والاحتفاظ به في الثلاجة إلى حين الحاجة.
وكمرحلة لاحقة يمكن إدخال الطعام الصلب لكن في حال توفر الشروط التالية والتي تعد كعلامات على بدء استعداد الطفل على استقبال الطعام الصب:
- يستطيع رفع رأسه والجلوس بطريقة منتصبة على كرسي الأطفال.
- تضاعف الوزن عن وزن الولادة (إظهار زيادة كبيرة في الوزن)، بحيث يزن ما يقارب ال 6 كلغ أو اكثر.
- يستطيع تحريك الطعام من مقدمة الفم إلى مؤخرة الفم.
طبيعة الطعام المقدم في هذه المرحلة:
- حليب الأم أو ما يعادل تركيبة حليب الأم.
- خضراوات مهروسة (بزيلاء (الانتباه من قشره الزيلاء في حالة كان قاسية أو كانت الحبوب معلبة) وكوسا).
- الفاكهة المهروسة (تفاح وموز)
- الحبوب شبه السائلة المدعمة بالحديد (الشعير أو الشوفان) يفضل الابتعاد عن الأرز في هذه المرحلة واستبداله بالحبوب الكاملة الصحية.
- كميات صغيرة من الألبان.
كمية الطعام:البدء بكميات صغير في أول عمر 3 أشهر بحيث تكون كميات الطعام من 1-2 ملعقة صغيرة ومن ثم يمكن زيادتها تدريجيا لتصبح 1-2 ملعقة كبيرة. يمكن في حال كان يقدم للطفل الحبوب مثل الشوفان أن تخلط مع حليب الأم أو الصناعي.