ماذا تعرف عن عصر التنوير؟

     عصر التنوير، أو كما يسميه البعض عصر العقل. وقد أطلق هذا الاسم من قبل أصحاب القرن الثامن عشر. وفيه تغيرت الكثير من المجالات جذريًا، مثل الفلسفة والاتصالات والعلم والسياسة. وبدأ عن طريق تشكيك العلماء التنويريون بالسلطة وقدرتها وتحويل توجهاتهم نحو العقل وقدراته على إصلاح الحال الإنساني.

     امتلأ هذا العصر بالمؤلفات المهمة من كتب ومقالات، إضافة إلى عدد من الاكتشافات والاختراعات. وكذلك لم يخلوا من الحروب وعددٍ من الثورات، مثل الثورة الفرنسية والأمريكية التي حدثتا في ذاك الوقت. فكانت الأمريكية نتيجة على تأثير التنوير ووصوله للقمة، بينما كانت الثورة الفرنسية تبعات انحسار هذا التأثير في ذاك العصر، وقد انحسر في النهاية عن رومانتيكية القرن التاسع عشر.

     كانت بدايات هذا العصر في ما بين العامين 1685 و1730، وكان قد ظهر عدد من الأشخاص الذي بشّروا بمجيء هكذا عصر أثناء القرن التاسع عشر. ومنهم كان الفرنسي رينيه ديكارت، والإنجليزي توماس هوبز، فيلسوف الطبيعة غاليليو غاليلي.

     يقال أن بدايات العصر التنويري قد بدأت في ثمانينات القرن السابع عشر، حيث تم إطلاق عملين كانا الأدوات الفكرية لأكبر انجازات عصر التنوير. وكان هذان العملان هما "مبادئ الرياضيات" لـ نيوتن في عام 1686، و"مقالة في الفهم البشري" لـ جون لوك في عام 1689.

     استطاع الفيلسوف الألماني إيمانويل كانت تلخيص عصر التنوير وما حمل بمقولته التي ظهرت في إحدى مقالاته المنشورة في عام 1784، حيث قال فيها "تجرأ على المعرفة! كن شجاعًا في استعمال منطقك الخاص".

     لم يُذكر أنه كان هنالك عصر تنوير واحد، بل كان يوجد عصر تنوير فرنسي، وآخر ألماني وغيره إنجليزي وهكذا. حتى طريقة وأساليب المفكرين أنذاك كانت مختلفة في كثير من الأوجه، إلا أن أرضية عصر التنوير هي ما جمعهم.

     أما قمة هذا العصر كانت في 1730 إلى 1780، وتمحورت هذه الفترة حول حوارات الفلاسفة الفرنسيين بالذات وأعمالهم التي نشروها. وأشهر هؤلاء كان جان جاك روسو، وفولتير، ودنيس ديدرو وغيرهم. وقد استطاع أحد المؤرخين تلخيص هذه الفترة بقوله "فوضى الأفكار الواضحة".

     أحد أهم الأعمال التي انتشرت في هذه الفترة هي موسوعة ديدرو (1751 - 1777)، والتي استطاعت أن تجمع عدد من الكتّاب ليُنتجوا هذه الموسوعة من المعرفة الإنسانية. حملت هذه الفترة أيضًا حروب قاسية مثل حرب فريدريك العظيم ضد النمسا. وثورات كبيرة مثل الثورة الأمريكية.

     أما فترة الانحسار وما بعده كانت بين عامي (1780 - 1815). بلغت ذروة عصر التنوير مع الثورة الفرنسية عام 1789، إلا أن الثورة أصبحت أشبه بإرهاب دموي قاد إلى صعود نابليون بعد ذلك بعقد.