ماذا تستطيع إخباري عن الرواقية وأصحابها؟

1 إجابات
profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٢٧ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
     بدأت الرواقية مع زينون الفينيقي  (322 - 262 ق.م.) وانتهاءًا بـ ماركوس أوريليوس (180 - 121 ق.م.). وهنالك  كليانثس ووخريسيبوس وأبكتاتوس وغيرهم. وهي مأخوذة ومشتقة من الكلمة "رواق"، وقد قدمت نموذج فلسفي خاص لها. أم عن أفكارهم فهي تتلخص بالآتي؛ أن الطبيعة هي الحقيقة المطلقة التي دائمًا ما تعود عليها الأشياء إلى ذاتها بشكل متكرر ومستمر، وذلك يحدث ضمن تناغم خاص يسمى الحياة، وإن العالم محكوم بالقدر.


     ويرى كثير من الناس أن الرواقية أشبه ما تكون باللاهوتية، حيث أنه عند اللاهوتيين؛ يقولون أن كل شيء بالنهاية يعود إلى الآلهة، في حين تقول الرواقية أن كل شيء يعود في نهايته إلى الطبيعة. إلا أن تفسير الرواقية للطبيعة لا يشبه أبدًا النظرة التي يكونها اللاهوتيين عن آلهتهم. إذ أن الرواقية تجد أن الله هو الكون كاملًا، وليس ما نتخيله فقط داخل العقل، أو متجسدًا في رجل، أو يمتلك جسد وما إلى ذلك، فإن الإله عند الرواقية هو صاحب الأولوهية المطلقة ولا شيء أقل.


     قدر الرواقيين العقل بسبب أنه الصفة الوحيدة التي يتميز فيها الإنسان عن باقي الكائنات، وأن روحه ما هي إلا جزء من عقل الكون الكلي. ومن هنا طور الرواقيين قانونهم الخاص للتواصل والتناغم. حيث أن نظرتهم للإنسان كجزء من كل تحتم عليه التواصل مع ما حوله، وبالتالي الخضوع لقوانين الطبيعة والعيش وفقها، وعلى الإنسان أن يحكم عالمه بعقله الذي يملكه، وأن يعي أننا والعالم محكومون بالقدر.هكذا فقط نستطيع أن نجد التناغم.


     أما عن استسلامنا للعالم دون رغبة في تغييره، فالسبب في أنه إلهي. فقط كن هادئًا كما الله هادئ، بهذا تحتمي من الألم والمعاناة. وأن السعادة ناتجة من تناغمنا مع الحياة وعن طريق تحكيم العقل. وبهذا الاتصال تكون الطبيعة قد اكتملت بفض الإنسان.


     ثم أن الرواقية ليست بالفلسفة الجبرية. وربما لا نملك الخيار فيما يتعلق بالقدر الذي نولد عليه، إلا أن خيارنا بالقبول والرفض. فمثلًا، لا خيار لنا في البحار وبطشها، إلا أننا اخترنا أن تحمل لنا السفن. وعلى نفس هذا المنوال، فإن الرواقية تقدم أقرب ما يكون للحرية المطلقة الغير مرتبطة بشروط.


     أما الفضيلة، فهي قوة. ومنها تجتمع كل الفضائل وكأنها واحدة. أي فضيلة تحملها هي خير وقوة لك. بينما كل رذيلة هي ضعف، وكل الرذائل واحدة، ليس هنالك ما هو أقل من الآخر. أما ما ينتظره صاحب الفضيلة فيما بعد؛ فلا شيء سوا أن يكتفي بذاته. فعليه أن لا ينتظر حياةً بعد الموت، ولا جنًة في السماء.