حقّاً إنّها معاناة؛ فالمبالغة في حبِّ الذات والاهتمام بالمظهر والبحث عن الراحة وتعظيم الفرد من مكانته وقدراته هي صفات تميِّز الإنسان النرجسيّ.
يجب عليكِ أن تتحلِّي بالصبر والحكمة من أجل إنقاذ زواجكِ، وتحقيق الاستقرار الأسري لأطفالكِ، ومحاولة تغيير زوجكِ النرجسيّ نحو الأفضل من باب الأخذ بالأسباب، ويتم ذلك باتباع مجموعة من الطرق والأساليب وعلى رأسها:
أوّلاً: عدم الانتقاد والتجاهل وتوجيه الأمر لزوجكِ النرجسيّ.
ثانيًا: قدِّري زوجكِ النرجسيّ في المواقف الإيجابية التي يُقدم عليها.
ثالثًا: تحدَّثي عن الإنسان النرجسيّ بطريقة غير مباشرة أمام زوجكِ، واذكري عيوبه التي تجعل منه إنسانًا غير مرغوب فيه.
رابعًا: اهتمِّي بزوجكِ النرجسيّ وعبِّري له عن حبِّكِ؛ فإنَّ هذا يسهم في إقناعه بتغيير بعض الأمور في شخصيته بصورة إيجابية، كما أنَّ الرجل النرجسيّ هو محبٌّ لزوجته بغضِّ النظر عن مبالغته بحبِّه لذاته، وتكلَّمي دائمًا بطريقة تدلُّ على أنَّكما شريكان في علاقة زوجية باستخدام كلمات معيَّنة مثل: "نحن".
خامسًا: امدحيه على جميع التصرُّفات الجيِّدة التي يفعلها، ثم اذكري له ما لا ترغبي به من تصرّفات، مع تقديم مبرِّر من أجل الارتقاء بعلاقتكما وتطويرها.
سادسًا: بيِّني لزوجكِ النرجسيّ أنَّك سعيدة بقربه وعبِّري له عن تلك السعادة بطريقة معيَّنة، كمفاجئته بعشاء رومانسيّ.
سابعًا: عند وقوع مشكلة ما بينكما يجب اختيار الوقت الملائم لمناقشته، وحافظي على الهدوء والاحترام أثناء الحديث، ولا تقاطعيه أو تبيّني زعلك بل عامليه كما هو معتاد، وحافظي على الخصوصيّة أثناء الحوار، أي لا تناقشي زوجك أمام الأطفال أو بتدخّل أحد الأفراد.
ثامنًا: يجب أن تحافظي جاهدة على استقراركِ النفسيّ بتقديرك لذاتكِ وثقتكِ بنفسكِ، وتذكَّري دائمًا أنَّك تستحقِّين الاهتمام والحبَّ، كما يجب أن تدافعي عن نفسكِ وتحافظي على كرامتكِ، أيضًا كوني صريحة وحازمة في بعض الأمور التي لا تتقبِّلينها من زوجكِ النرجسيّ، ويجب إخباره بتغيّر مشاعركِ اتجاهه إن كان ذلك فعليّاً، فهذا قد يجعله يفكِّر قليلاً بما يحدث ويتراجع عن بعض التصرُّفات.
تاسعًا: يمكنك الاقتراح عليه أن يذهب إلى الطبيب النفسيّ بمرافقتكِ؛ لأنَّ النرجسيّة تعدُّ من اضطرابات الشخصية التي تتطلَّب تدخُّلًا علاجيًّا، كما تحتاج العلاقة الزوجية التي تشوبها المشاكل إلى النصح والمشورة باستمرار من قبل مختصّ بالعلاقات الزوجيّة والأسريّة.
قد تقلُّ النرجسيّة مع تقدّم الإنسان بالعمر، لكن إذا وصلتِ لمرحلة وجدتِ فيها أنَّك لم تعودي قادرة على تحمُّل شريك حياتكِ النرجسيّ، ولا يوجد أيُّ تغيير في شخصيته، وقد كثرت المشاكل بينكما، وبدأت تظهر عليكِ علامات التعب النفسيّ من ضغط وتوتُّر؛ ممَّا أثَّر على علاقتكما وعلى استقرار الأسرة والأطفال، فيمكنكِ اختيار الانفصال عن زوجكِ النرجسيّ لمنع تحميل نفسكِ فوق طاقتها والتسبُّب بالأذى النفسيّ للأطفال نتيجة لذلك.