غالبا ما يكون الزوج بهذا الشكل لفقدان العلاقة الأساس السليم ولوجود بعض الضغوطات النفسية لدى الزوج والتي تجعل من هذا السلوك والذي قد يعد في علم النفس سلوك انسحابي ناتج عن فقدان القدرة والمهارة اللازمة للتعامل الصحيح مع المشكلات, يمكنك التعامل مع الزوج عن طريق إصلاح العلاقة الزوجة وإعادة تأسيسها بشكل صحيح بحيث يرى الزوج مسؤوليته الحقيقية وأن علاقة الزوج لا تقوم على توجه وتصور فرد واحد فقط والذي هو تصور الزوج ومن ثم لا بد من إيجاد طريقة لتعامل مع طباع الزوج وتعديلها قدر الإمكان ومن ثم محاولة معالجة ما لدى الزوج من مشاعر سلبية ينتج عنها الانسحاب والابتعاد.
تقوم إعادة تأسيس العلاقة الزوجية على:
إعادة تحديد المفهوم العام للزوج لا بد وعندما تسمح لك الفرصة للتحدث مع الزوج البدء بحوار حول مفهوم الزواج وتحديد ما فيه من أولويات, قد يجهل الزوج ما في الزواج من أولويات ومفاهيم وأهداف ويتعامل مع هذا الأمر بطريقة فردية لا بد أن تكوني واضحة وصريحة وتتحدثي مع الزوج بشجاعة وقوة وتتخلصي من أي مشاعر خوف لديك وتظهري للزوج أن علاقة الزواج القائمة الحالية لا يمكن أن تستمر بهذه الطريقة فهو الآن أصبح مسؤول عن زوجه وبيت استخدمي أسلوب ودي في الحديث لكن واثق ولا تخشي التحدث في عقبات استمرار تصرف الزوج بهذه الطريقة بيني للزوج بأن ما يقوم به من فعل سبب في تفكك الروابط فيما بينكم وحاولي أثناء الحوار الاستماع لما يبدي الزوج من قول, اياكي واللوم فما يصدر عن الزوج صادر عن مشكلة معينه, اظهري التفهم لما لدى الزوج من تصرف وقدمي ما لديك من حلول وفي المقابل بيني أنك لن تستطيعي تحمل المزيد من هذا السلوك في حال عدم تجاوب الزوج.بعد الحديث والحوار وبيان لعواقب والحلول ابدئي بتقديم الدعم لا تتوقفي عند الحديث بل عليك أن تدعمي الزوج بطريقة مادية ومعنوية وأن توفري له وقدر الإمكان البيئة المناسبة للتغير, إلى جانب الدعم كوني محبة بالقول والفعل للزوج الحب والود من أهم الأسباب للين الطرف الآخر.
خلال عملية تأسيس العلاقة عليك إعادة تنظيم طريقة التعامل مع الزوج عن طريق:
- التخلص من الضعف وعدم القدرة على المواجهة إن الزوج يتصرف بطريقة فيها شيء من القوة والقسوة لأنه لا يرى في بعض الأحيان مواجهة معينه ولا يرى حدود واضحة فيستبيح مشاعرك كزوجه ولا يأبه بها لأنه يجد في كل مرة يقوم فيها بالانسحاب محاولات المراضاة وإصلاح الأمر, توقفي عن أن تكوني في مكان الضحية في كل مرة يتصرف فيها الزوج بهذه الطريقة استجمعي قواك واظهري الهدوء وتصرفي وكأنما لم يحدث أي أمر في بعض الأحيان قد يكون التجاهل وسيلة لتعديل سلوك الزوج ولإعادة التفكير فيما يقوم به من أمر.
- حاولي التحكم بردود أفعالك التي تجعل من الزوج يظهر سلوك الانسحاب, في حال كان يصدر عن سلوكيات تثير غضب الزوج حاولي التوقف واستبدال هذه السلوكيات بأخرى أكثر هدوء وعقلانية ولكن فيها الثقة والشجاعة, يمكن أن تقولي للزوج في حال ظهرت عصبيته أنك ستتركية يهدء وبعدها يمكن الحديث ابتعدي عن الزوج واتركي له مساحة يشعر فيها براحة حتى يستطيع أن يمتلك نفسه من جديد وتحدثي معه عندما يظهر الاستعداد قد يكون أول يوم من بعد حدوث المشكلة وخاصة مع الزوج الصعب أمر غير ممكن يمكن الانتظار لليوم التالي وإجراء حوار حول ما حصل.
- حاولي وقدر الإمكان في كل مرة يقوم فيها الزوج بإحداث مشكلة ما أن تركزي على الأمور الإيجابية مهما حاول الزوج على التحدث بسلبيات لا تعطيه المجال لأن يصل لمرحلة الانسحاب تحدثي عن الإيجابيات مقابل كل أمر سلبي يتحدث عنه.
- اظهري لغة جسد أثناء التواجد مع الزوج وخاصة في حالات العصبية تدل على الحب والاهتمام مهما كانت المشكلة لا تحاولي أن تقللي من قدر الزوج بالحركات أو التصرفات قد يكون لدى الزوج شيء من تدني تقدير الذات ويشعر بأنه أقل مما يجب عليه أن يكون وهنا لا بد أن تكوني قادرة على إظهار الاهتمام والحب والتقدير.
- في الأوقات العادية التي لا يشوبها أي نوع من أنواع المشاكل قدمي للزوج التعزيز المناسب والدعم اللفظي والجسدي الدال على أهميته بالنسبة لك في هه الحياة أعطى الزوج القيمة الكبيرة التي تشعره بالتميز, لكن لا تلغي وجودك ولا تحاولي أن تتوقفي عن إظهار نفسك حتى لا ينسى الزوج بأنك لك وجود وكيان خاص، في بعض الأحيان لا بد من لفت انتباه الزوج ليقوم ببعض الأمور الجيدة في العلاقة والتي تشعره بوجود لا بأس بهذا الأمر مع مرور لوقت قد يعتاد الزوج على تقديم الاهتمام والتقدير لك.
- عندما تتعاملين مع الزوج إياك وأن تداري ما يقوم به من سلوك سلبي كوني صريحة وواضحة وحددي السلوك الذي يؤثر على علاقة الزواج وعبري عن رفضك لهذا السلوك.
- حاولي وقدر الإمكان أن تخصصي وقت للزوج بعيدًا عن الأطفال وبعيدًا عن أي نوع من أنواع الإزعاج حاولي التقرب قدر الإمكان من الزوج وأشعريه بالأهمية.
- في حال كان عليك شيء من الخطأ في العلاقة اعترفي بهذا الأمر وكوني صريحة وتحملي مسؤولية ما صدر عنك من تصرف وحاوري الزوج عن نيتك الصادقة في التغير هذا السلوك يشكل للزوج نوع من أنواع الدوافع لتغير نفسه وإيجاد طريقة جديدة للتعامل في العلاقة الزوجية.
وخلال التعامل مع الزوج لا بد من العمل على مساعدة الزوج للتعبير عن ما لديه من مشاعر ومعرفة نفسه، فأول أمر حتى يتخلص الشخص مما لديه من سلوك سلبي عليه التعامل مع المشاعر التي تتملكه والتي يصدر عنها التصرف والسلوك وهنا لا بد من الحديث مع الزوج بطريقة تساعده على التعبير عن ما لديه من مشاعر كوني مستمعه للزوج لا تقولي شيء معين ولا تشعري بأن عليك قول أمر معين تجاه ما لدى الزوج من شعور, تفاعلي جسديًا قدر الإمكان مع الزوج وأشعرية بالدعم وبانك إلى جانبه مهما حصل, وقدمي الأسئلة للزوج التي من خلالها يمكن أن يقدم بعض الحلول التي يمكن أن تقومي بها للتخلص من سلوكيات الانسحاب، قد تكون لدى الزوج مشاعر سلبية متكونه ناتجة عن تجارب سابقة معينة او خوف معين حاولي تقديم الأمن والثقة للزوج حتى تتوصلي لأساس المشكلة وتساعديه في التغلب عليها.
في بعد الأحيان قد تضطرين لاتخاذ خطوة جريئة تيقظ الزوج على ما يقوم به من سلوك بعد محاولات التعامل مع الزوج وتعديل ما لديه من سلوك وتفهم ما لديه من مشاعر سلبية, حاولي أن تضعي حد للأمر عن طريق الابتعاد والانفصال الجزئي لكن اجعلي هذا الخيار خيار أخير بعد إجراء كل المحاولات, في بعض الأحيان لا يشعر الزوج بسوء ما يقوم به من سلوك إلا في حال واجه الواقع وحقيقة ما يترتب على ما يفعله من أمور .