ماذا أستفيد كطالب في كلية العلوم من دراسة مقرر فلسفة التربية

1 إجابات
profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٣١ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
     من أجمل ما تحويه الخطط الجامعية هي تلك المساقات التي لا تمت للتخصص بصلة، إنما يعتبر بعضها ثقافةً عامة، أو أساسيات مهمة على الجميع معرفتها. ومن الجميل أيضًا في هذه المساقات رؤية لم شمل كبير بين طلاب الجامعة من كافة الكليات والتخصصات لتعلّم مهارة أو مادة تجمعهم جميعًا. وأما مساق فلسفة التربية فهو واحدٌ من تلك المواد، وربما هو مخصصٌ أحيانًا لطلاب كليات التربية والعلوم، إلا أن لا يقل أهمية عن ما سواه للتخصصات والكليات الأخرى.

     وتوضيحًا لمفهوم التربية فهي نقل المعرفة والمهارات من شخصٍ لآخر، وعادة ما تكون هذه المهارات غير مادية، كتعريف المتلقي مثلًا على الطريق الصحيح لتحصيل العلم، أو تكوين القدرة على الحكم على الأمور. 

     أما بالنسبة لفلسفة التربية فهي التطبيق الفعلي لمناهج ونظريات الفلسفة على التربية ووسائل التعليم، وذلك عن طريق تحديد طرق التربية وتعديلها ونقدها وحل مشكلاتها. بالإضافة إلى التنسيق بين عمليات التربية وما يتناسب مع المجتمع وطبيعته. 

     تدريس هذا المساق لطلاب العلوم مهم جدًا، حيث أن أغلب خريجي كلية العلوم يتجهون للتدريس في مرحلة ما من مراحل حياتهم المهنية. لذا إن الإحاطة بفلسفة التربية تساعد بشكل كبير هؤلاء الطلاب على تشكيل صورة مبدأية لعملية التربية التي سَيُمارِسوها يومًا ما، إلى جانب أنها الخطوة الأولى لتشكيل فلسفتهم الخاصة في التربية والتعليم.

     أما فيما يخص أهمية فلسفة التربية بشكل مباشر، فيمكن تلخيص أبرز فوائدها بالنقاط الآتية(1):
  • تسهّل فهم العملية التعليمية التربوية وبالتالي القدرة على تعديلها عندما تدعو الحاجة.
  • تزيل الستار الغامض عن المفاهيم التي تعتمد عليها النظرية التربوية.
  • تعمل كوسيط يسهل ربط العلم التربوي بالحياة. 
  • تساعد فلسفة التربية المعلم على استيعاب طلابه وفهمهم حتى يتمكن من خلق طرق التدريس المناسبة.
  • تدرب المعلم على أن يكون بموقف غير متحيز، وأن يعامل الجميع بالمثل دون المساس بقدرات الطلاب الفردية.
  • خلق الانسجام بين العملية التعليمية والأفراد، وبين المعلم والطالب، وبين الأفراد والمجتمع.
  • التأكد أن الطالب يطور من إحساسه بالقيم والمعايير الأخلاقية، أي أنه يخرج بنتاج مختلف عن تحصيله العلمي.

     شكّلت فلسفة التربية هالة كبيرة سابقّا اتّبعها الفلاسفة الكبار، وتكلموا وأعطوا الآراء فيها من مذاهب عدة كالمذهب المثالي الذي اتبعه أفلاطون، ومذهب الواقعية الذي اتبعه أرسطو، والبراغماتية والتحليلية… إلخ. فما كان ذلك إلا أن زاد فلسفة التربية أهمية، وأعطى لها الحق لأن تكون مسارًا مهمًا وإجباريًا في بعض الكليات والتخصصات.


(1)  https://www.edsys.in/why-is-it-important-for-teachers-to-study-philosophy-of-education/