جامع القرويين من أقدم الجوامع في العالم, ويعد من أقدم الصروح التعليمية في العالم, تم بناؤه في عام 859 م في المغرب وبالتحديد في مدينة فاس بأمر من العائلة الملكية وتم على بناءه على يد فاطمة الفهرية.
الهدف من بناء الجامع في الماضي هو الاجتماع ومناقشة الأمور المختلفة. بدأ الجامع كصرح ديني وتعليمي بنفس الوقت لهذا يمكن اعتباره أقدم جامعة في العالم. كان العلماء يجتمعون لإنشاء حلقات العلم لنشرها بين الطلاب وكان هناك إقبال كبير على الدراسة , تم مناقشة أمور تعليمية وفلسفية وثقافية. وتم بناء مكتبة كبيرة أدت إلى انتشار العلم بشكل كبير, وأدت إلى استقطاب العديد من العلماء أمثال ابن رشد وابن خلدون, وتم اعتبار مدينة فاس أكبر مدينة ثقافية في المغرب في ذاك الوقت, ولا تزال المكتبة موجودة إلى وقتنا هذا وتضم أكثر من 4000 مخطوطة مختلفة.
لكن قامت وزارة الأوقاف من عدة سنوات بإنشاء صرح تعليمي آخر بأسم فاطمة الفهرية وتم نقل جميع الطلاب من الجامع إلى المعهد ولا يستقبل المسجد إلا طلبة المستوى النهائي فقط.
في عام 1963 تم تحويل الجامعة القديمة الملحقة بالمسجد إلى جامعة حديثة تتبع النظام الحكومي وأصبح بإمكان النساء الالتحلق فيه, ويضم تخصصات متعددة مثل الطب واللغة العربية والشريعة وتخصصات أخرى. وأصبح مكان جذب لجميع الطلاب من مختلف أنحاء العالم, ونال على إعجاب الكثير من الأجانب مثل المستشرق الروسي جوزي كريستوفيتش الذي قال " يعتقد الناس أن أقدم جامعة في العالم هي في أوروبا ولكن القلة يعلمون أن أقدم جامعة هي جامع القرويين في مدينة فاس".
سمي الجامع بهذا الاسم نسبة إلى منطقة تقع في تونس هي القيروان. يضم الجامع 17 باب ويتميز بالصومعة المربعة الكبيرة, وقد طرأ عليه العديد من التعديلات على مدار السنين, مثل التعديلات التي قام بها المرابطون والشكل الحديث للمسجد يعود لهذه الفترة حتى إنهم قاموا بشراء المنازل المجاورة وهدمها لزيادة مساحته, وقامت فاطمة الفهرية بالتكفل ببناء الجامع وقد قدمت الكثير من الأموال للمساعدة ببناءه, وقد تم البدء فيه في شهر رمضان ولم يستمر بناءه مدة طويلة.