قد لا يلاحظ الأشخاص من غير المختصين والعاملين في مجال الطيران اللوحات الموجودة على جناح الطائرة. إنها في الواقع تلعب دورًا حيويًا في رفع الطائرة والحفاظ عليها، وتعد هذه اللوحات أو القلابات جزءًا مهمًا في عملية الهبوط الآمن والمنظم.
من المعروف أن قدرة أجنحة الطائرة على الرفع تعتمد على سرعة الهواء حولها، لكن ماذا إذا أمكن الحفاظ على هذه القدرة رغم سرعة الهواء البطيئة؟ انحناء الجناح له دور في زيادة تلك القدرة، فكلما زاد الانحناء زادت القدرة على الرفع.
قبل الإقلاع، يقوم الطيارون باستخدام القلابات لزيادة انحناء الجناح للإقلاع بسرعات معقولة، وكلما كان مدرج الإقلاع قصير، زاد الانحناء المستخدم، بالتالي يساعد الاستخدام الفعال للقلابات على تقصير مقدار طول المدرج اللازم للإقلاع والهبوط وهذه واحدة من أهم ميزاته وفاعليته.
بعد الانتهاء من عملية الإقلاع، يتم تقليل الانحناء وذلك لزيادة السرعة. أما عند الهبوط فيتم زيادة انحناء الجناح لإبطاء سرعة الهبوط قدر الإمكان.
تحتوي الطائرات النفاثة الكبيرة على ما يصل إلى ثلاثة أجزاء من القلابات؛ يتم تمديدها إلى أقسام عند الإقلاع والهبوط، وذلك حسب الحاجة. أما الطائرات الصغيرة فتحتوي على القلابات ذات الحجم المناسب والتي تتصل بالجناح بمفصلة.
بغض النظر عن نوع الطائرة أو نمط اللوحات، يجب أن يفهم الطيارون تأثير استخدامها على رحلاتهم خاصة أثناء الهبوط، فيجب على الطيار التفكير في المستقبل والتوقع وإصدار أحكام مدروسة حول سرعة الرياح وظروف المدرج.
ومن المهم أيضًا أن نفهم أن اللوحات تعمل بالتنسيق مع قوة الطائرة ومدرجها وارتفاعها. على سبيل المثال، لا يمكن للقلابات وحدها أن تحقق هبوطًا آمنًا إذا بدت الطائرة وكأنها قد تهبط خارج منطقة الهبوط المقصودة، فيجب على الطيارين زيادة زاوية اللوحات بالإضافة إلى خفض ميل الطائرة وقوتها، والعكس صحيح إذا بدت منطقة الهبوط أسرع من المتوقع.