ما هي مذاهب القراء في القلقة وما هو الراجح

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٧ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
المذهب الأول: إن القلقلة تتْبعُ حركةً الحرفِ الذي قبلها، مثل: إِبْرَاهِيمَ) فينطقونها كأنها مسكورة.

المذهب الثاني: إن القلقة تتبعُ حركة الحرفِ الذي بعدها، ثل: (مُقْتَدِر).

المذهب الثالث: إن القلقة تتبع حركة الفتح مطلقا، حتى نظموه شعراً فقالوا، وقلقلةً قَرِّبْ إلى الفتح مطلقاً فينطقون الباء في (يُبْصِرُونَ) كأنها مفتوحة، إلى غير ذلك من الآراء الاجتهادية.

والرأي الراجح في القلقة هي: عبارة عن اهتزازُ حَرْفِ القلقلة في مخرجه ساكناً بحيث يسمع له نبرةٌ مُمّيَّزةٌ، ولا ينبغي للقارئ أن يَنْحُوَ بها إلى الفتح ولا إلى الكسر، ولا إلى غير ذلك بل يخرجها سهلةً، رقيقةً في المرقق، مثل: (قَبْلِكُمْ)، ومفخمةَ في المفخَّم، ل (يَطْبَعُ) وهنا لا بد من التنبيه لبعض الأمور عند قراءة الكلمة التي فيها قلقة كما بيّنها الدكتور: يحيى الغوثاني حفظه الله ورعاه:

أولاً: بعض الناس يُخْرِجُ في نهاية القلقلة همزةً وهذا خطأ بيّنٌ، فينطقونها هكذا: (أحدْءْ، الصمدْءْ).

ثانياً: وبعض الناس يُخْرِجُ في نهاية نطقه بحرف القلقلة همساً، وذلك خطأ.

ثالثاً: بعض الناس يمضغ القلقلة فيتكئ على الدَّال في نحو (وَعِيدِ) اتكاءةً تتناسَبُ مع الإيقاع والنَّغَم، فلا يخرجُها مقلقلةً إنما يُخرِجُها ممضوغَةًَ، أو مهمُوسَةً، كما يفعله بعضُهم في الوقْف على القاف في مثل: (الْحَقُّ).

رابعاً: إذا وقفتََ على كلمة آخرها حرف قلقلة وقبله مضموم، فلا بُدَّ من إعادة الشفتين عند النطق بالحرْفِ المقلقل إلى انفراجهما كما تنطق حرف القلقلة مفرداً ساكناً، لا أن تتركَ الشفتين مضمومتين كهيئة الحرفِ المضموم وذلك مثل: (مَشْهُودٍ)، (الْبُرُوجِ).

خامساً: أنَّ القلقلة فيها تَبَاعُدٌ لعضوَيِ النطْق دون تَبَاعُدِ الفكّيْن، فإذا باعدّنا بين الفكّينِ خرجْنا من القلقلةِ إلى الحركة، وهذا محذورٌ ينبغي الانتباه له. وبإمكانك أن تتدرَّبَ بنفسك على القلقلةِ الصَّحيحة: بأن تُمْسِكَ فكيْكَ بيدك، ثم تنطِقَ بحروف القلقلة، لحرفٍ بمفرده، فإذا رأيت الفكّين تباعدا فهو خطأ، والصحيح أنهما يكونان ثابتين، والصوتُ إنما يحدث من تباعُدِ عُضْوَيِ النطق عن بعضهما. والله أعلم.
- ومراتب القلقلة مرتبتان:

أولاً: قلقلة كبرى: وتكون عند الوقف على الحرف المقلقل سواء كان مخففًا أو مشددًا مثل (الفلق) (حقَّ) (محيطْ) (كسبْ) (وتبَّ) (بهيجْ) (الحجّ) (أحدْ) (أشدَّ).

ثانياً: قلقلة صغرى: وتكون إذا كان الحرف المقلقل وسط الكلمة أو الكلام نحو (يقْضي) (يطْعم) (يبصرون) (يجْعلونها) (يدْخلون) (لم يلدْ ولم).

- مع العلم أن أقوى الحروف في القلقة هو حرف (الطاء) والسبب لقوة مخرجها ولقوة صفاتها.
- وأوسطها قوة هو حرف (القاف).
- وأدناها في القوة هما الأحرف الثلاثة (الجيم والدال والباء)

- ومما ينبه إليه أن حروف القلقة المجموعة في كلمة (قطب جد) لا تقلقل حال إدغامها وتشديدها وصلاً.

وهناك تنبيهات عامة في القلقة وهي كالتالي:

أولاً: احرص أثناء التلاوة على إظهار القلقلة بالجهر البالغ فلا تكتفي بإسماع نفسك فمن اكتفى بإسماع نفسه ولم يسمع الجهر إلا نفسه لأن أدنى الجهر إسماع غيره لا إسماع نفسه فمن أسمع القلقلة نفسه فقط (قلقلة ضعيفة) لا يقال إنه أتى بالقلقلة إنما يقال إنه ترك القلقلة فهو لحن وإن كان خفيا.

ثانياً: على المسلم أن يحذر من خلط صوت الحرف المقلقل بحركة من الحركات الثلاث بأن ينقلب إلى حركة كاملة، أو يميل إلى جزء الحركة وجزء الحركة معروف عند القراء بالاختلاص والروم، وهذا لا يصح مثلاً في كلمة (إبراهيم) حتى لا تميل قلقلة الباء إلى حركة الكسرة تأثرًا بالهمزة المكسورة التي تسبقها أو إلى الفتحة التي بعدها على الراء أو إلى الضمة التي تسبق القاف في كلمة (عُقْباها) أو إلى الفتحة التي تسبقها في (تَقْواها).

ولتفادي ذلك عند نطقك للكسرة مثلاً تقوم بخفض الفك السفلي لانخفاض الصوت فيجب بعد الانتهاء من أداء الكسرة إرجاع الشفتين إلى وضعهما الطبيعي لأداء الساكن مثل (إبراهيم) أما الضمة عند أدائها تضم الشفتين ضمًّا في العين من (عُقباها) فيجب بعد الانتهاء من أداء الضمة إرجاع الشفتين إلى وضعهما الطبيعي لأداء الساكن المقلقل، وكذلك الفتحة عند أدائها يفتح الفم فتحًا أفقيا إذا كان الحرف الذي يسبق الحرف المقلقل مرققًا ويفتح الفم فتحًا رأسيا إذا كان الحرف الذي يسبقه مفخمًا، ثم إرجاع الشفتين إلى وضعهما الطبيعي لأداء الساكن المقلقل. فالحرف المقلقل لا تصاحبه حركة ولا فتح للفم ولا انضمام للشفتين ولا انخفاض للفك السفلي حتى لا تتأثر القلقلة بما قبلها أو بعدها من الحركات.

ثالثاً: الحذر من مط صوت القلقلة وكأنك تفتعلها وخصوصًا في القراءة البطيئة فلا يجوز التطويل لأن الحروف المقلقلة حروف شديدة وزمنها أقصر من زمن الحروف الرخوة والمتوسطة.

رابعاً: في حالة اجتماع حرفين مقلقلين وقفًا مثل (العبْدْ) عليك بقلقلة الباء والدال واحذر من قلقلة إحداهما وترك الأخرى أو أن يميل سكون الباء إلى الكسر.