ما هي مخاطر إخافة الطفل بشكل مفاجئ

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
الأسرة والمجتمع
.
٠٤ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
إن تعرض الطفل المبكر للظروف التي تجعله يشعر بالخوف بشكل مستمر ومفاجئ سبب في تطور أنماط القلق لديه.

القلق أحد العوامل المؤثرة وبشكل سلبي على البنية المتطورة للدماغ وسبب في تغيير نشاط الدماغ بشكل سلبي.

إن تكرار تجارب تخويف الطفل وبشكل مفاجئ دون وجود سبب حقيقي للخوف تؤثر على:

- كيفية تعلمه مستقبلا 

- تترك أثر على التواصل مع الآخرين 

- ترك أثر على اكتساب مهارات عقلية (حل مشكلات واتخاذ قرارات).

فالطفل في مراحل مبكرة ولعدم وجود أسباب حقيقية للخوف (لا يدركها أو لا يراها)، سيقوم بربط شعور الخوف المفاجئ بالظروف المحيطة.

خوف مفاجئ + التواجد في بيئة معينة (المحيط) = الربط بين الخوف والبيئة المحيطة بطريقة غير منطقية ونقل الأثر على الحياة الشخصية.

فمثلا لو تم إخافة الطفل وعلى مرات عدة أثناء وجوده بين الناس وذلك لرؤية ردة فعله والضحك عليه، سيبدأ بربط الخوف بوجود الناس والمحيط المكتظ وسيطور قلق غير حقيقي جديد، نتجية المشاعر السلبية التي يشعر بها نتيجة التخويف المفاجئ، ومع الوقت سيكون غير قادر على التواصل مع الآخرين.

ومن أهم الآثار المترتبة على الناحية النفسية الاجتماعية:

أولًا: فقدان الثقة بالمحيط والنفس؛

يصبح الطفل يطور علاقات غير آمنة مع الأشخاص الذين يقومون بتخويفه وفي حال كان هذا الأمر صادر عن مقدمي الرعاية بالمقام الأول (الأم والاب) سيبدأ الطفل يفقد الثقة بالأم والأب وبنفسه وأهم الآثار المترتبة هنا:

- عدم الشعور بالحب.

- فقدان القدرة على الشعور بالأمن.

- حدوث تعلق تجنبي؛ وهنا الطفل سيتجنب التواجد مع الأم أو الأب أو من يقوم بإخافته.

ثانيًا: فقدان المهارات الذاتية؛

تخويف الطفل سبب في أن يتوقف عن اكتساب المهارات الجديدة وسبب في عدم القدرة على التعبير عن المشاعر الشخصية، مما يعني وجود وتطور مشكلات لا يعلم بها الأهل مما ينتج عنه عدم القدرة على تقديم الدعم اللازم.

ثالثًا: تطور اضطرابات نفسية؛

تعرض الطفل لخبرات خوف متكررة وبشكل مفاجئ دون وجود سبب حقيقي يشكل ذكريات عاطفية قوية طويلة الأمد ولا يمكن التخلص منها بشكل سريع لأنها ترتبط بالنظرة للنفس وبمدى الاهتمام المقدم من الآخرين.

 وفي مرحلة متأخرة من الطفولة قد تكون هذه الذكريات عرضة للإحياء من جديد وخاصة في مراحل المراهقة فتكون عامل قوي جدي لتطوير التوجهات السلبية اتجاه الأهل والنفس وبالتالي تطور بعض الاضطرابات مثل الاكتئاب والانعزال.

رابعًا: فقدان المسؤولية وتطوير سمات سلبية؛

الطفل المتعرض لخبرات الخوف سيكون في مرحلة من المراحل وخاصة التأخرة، غير قادر على تحمل مسؤولية الأمور لأنه يخاف من العواقب ولأنه يجهل مصدر الخوف الحقيقي وبالتالي ينمي نوع من اللامبالاة ليشعر بأنه في محيط آمن

الآثار المترتبة على الناحية الجسدية؛

وهنا الأثر يظهر في فقدان الشجاعة ومهارات المبادرة وممارسة الأمور الجديدة وخاصة التي فيها نوع من المغامرة، وهنا قد يكون الطفل غير قادر على اكتساب دوره الاجتماعي بشكل صحيح نتيجة الشعور بالخوف الذي أصبح مرتبط بشخصيته.

فهو يخاف من ممارسة أنواع الرياضة التي تطور نموه الحركي لأنه يشعر بخوف دفين لا يعرف سببه.

الآثار المترتبة على الجانب الفكري؛

وهنا الطفل سيكون غير قادر على ممارسة التفكير المنطقي الحقيقي، لأنه سيربط الخوف مع أي عملية عقلية خاصة في حال تم ربط الخوف بعملية التفكير والتعبير عن الرأي ضمن عملية التخويف المفاجئ.

وهنا بعد مرور وقت قد يرتبط الخوف بالتحصيل الأكاديمي للطفل، فهو فاقد الثقة بقدرته الفكرية والتحصيلية، مما يسبب الفشل وعدم القدرة على تحقيق التطور العملي.

الأثر المترتب على الجانب العاطفي؛

الطفل في هذا الجانب فاقد للقدرة على التعاطف مع الآخرين أو تقديم الدعم وذلك لفقدانه الثقة بالناس بشكل عام نتيجة خبرات التخويف السابقة، أو قد يكون العكس تمامًا حيث يظهر تعلق الشديد الغير مبرر بالأخرين ليشعر بالأمن خاصة إن لم يكونوا مرتبطين بذكريات سابقة.